احكى يا دنيا زاد - رايات الشوق 1

(43)
(8)
تقييم الكتاب
4.6/5
96
نبذة عن الكتاب

احكى يا دنيا زاد - رايات الشوق 1 بقلم منى سلامة ... كان يا ما كان في زمنٍ من الأزمان رأيتُ إنسانًا قلبه مشطور نصفٌ فوق السحاب محمول ونصفٌ بين الطين مغمور! لماذا تُبشِّرنا وجوه المرايا بنسخٍ تُشبهنا، إن كانت ظهورها تُصارحنا بأننا عدَم؟

نبذة عن الكاتب

منى سلامة منى سلامة

من مواليد محافظة الدقهلية المصرية في 1985م..
تخرجت في كلية الطب البيطري في جامعة المنصورة عام 2008.. تشترك أعماها في الطابع الاجتماعي لكنها تتنوع بين الواقعي في بعضها والخيالي في البعض الآخر.. بدأت بنشر كتاباتها إلكترونياً وهي أربعة أعمال: قطة في عرين الأسد، ومزرعة الدموع، وجواد بلا فارس، والعشق الممنوع.. نشر لها ورقيا الأعمال التالية مع دار عصير الكتب للنشر والتوزيع: كيغار وقزم مينورا ومن وراء حجاب وثاني أكسيد الحب..

أعمال أخرى للكاتب

اقتباسات كتاب : احكى يا دنيا زاد - رايات الشوق 1

أمنية  أيمن

كيف يُمكنني النسيان؟ انطفأ بريق عينيها، أطرقت برأسها لا تقوَى على الكلام، كيف تُجيبه عن سؤاله العسير؟ ليتَ النسيان سهلًا؛ لصنعت منه شركات الأدوية عقاقير وأمصالًا، ولباتَ في متناول كل مهزوم، مثل شربة دواء. لكن درب النسيان محمل بذكريات حادة مثل كسرات زجاج، عليه أن يسير فوقها بقدمين عاريتين. لا سبيل إلى الهرب، إما أن يستعين بالله ليبلغ نهاية الطريق ويلقَى النسيان، أو يقع في دوامات الجنون!

أمنية  أيمن

إذا كان الحب سموًّا ورِفعة، فلماذا نقول «وقعنا في الحبِّ»، كأنه أَسر أو بركة طين! ولا نقول «ارتقَينا في الحبِّ»؟

Reem Hisham

شباب اليوم يسعون وراء المتاعب

رَحمَة علاء.

لم يكن بيدي يا خالة، كنت مشتاقة كثيرًا لعيش هذا الشعور، كنتُ جائعة للحب. - الحب مراحل يا بنتي، ولا يتكون إلا بعد معرفة حقيقية بين رجل وامرأة، هل رأيتِ امرأة تلد جنينها في شهر أو شهرين؟ إن ولدته قبل تمام تكوينه لا يُسمَّى طفلًا، بل سَقْطًا، «سَقْط الحب»! بدا للجملة وقع عجيب حفَّز عقلها. سألتْ الخالة بحماس: - كيف أُفرِّق بين الحُب وسَقطه يا خالة؟ - كل علاقة لا تجعلكِ إنسانة أفضل هي سَقْط يا بنتي، كل علاقة بين اثنين لا يكون الله ثالثهما هي سَقْط يا بنتي.

رَحمَة علاء.

لكن الإنسان يتغير يا بنتي، من مَنَّا بقي على حاله؟ نحن ننضج بأشد الطرق قسوة، نحن ننضج بالصفعات! لامست كلماتها قلب «شفق»، فتركتها تسترسل في حديثها دون مقاطعة: - لكن نُضج الصفعات ثمنه غالٍ يا بنتي، ننضج نعم، لكننا نُصبح أكثر هشاشة مثل هذا الطلاء الأخضر الذي يبهت ويتساقط من فوق الجدار كلما مرَّ عليه زمن أطول. عليكِ أن تُطلي جداركِ من جديد، وألا تملِّي من فعل ذلك، وإلا تحوَّلتْ نفسكِ إلى هذا المنظر القبيح، لا أنتِ تطيقين النظر إليه ولا الآخرون.

رَحمَة علاء.

هل يحق للمظلوم أن يتحول إلى ظالم من أجل استرداد حقه المسلوب؟ إذا كان «غراب» قد نافق وغشَّ وتسبب في قتل العمال، فهل تفعل هي الشيء نفسه من أجل إعادة الأمور إلى نصابها؟ إن أتتْ بالفعل الدنيء نفسه، ما الفرق بينهما إذن؟ إلى أي حد تكون عبارة «الغاية تُبرر الوسيلة» صائبة ومشروعة؟ وما الذي يحكم بمشروعيتها؟

رَحمَة علاء.

ولماذا لم تُربِها إذن؟ لماذا اكتفيتَ بدفعها صوب دروس اللغات والجغرافيا والفيزياء، ولم توجهها ولو لمرة واحدة صوب دروس الحياة؟ فكان عليها أن تستكشف الحياة بنفسها، هي الطالب والمُعلِّم في الوقت ذاته. لماذا لم تكن لها أبًا وحاميًا ومرشدًا؟ الحصان الجامح يحتاج إلى ترويض من الصِغر، يحتاج إلى التوجيه، والتدريب، والتعويد. الحصان لا يُولَد جامحًا، إنما هي خطيئة الخيَّال!

رَحمَة علاء.

الصوت بوابة سرية للقلبِ فالأذن تعشق قبل العين أحيانًا!

رَحمَة علاء.

يظن المرء أنه سيحذو حذو الشجعان، ويتخلَّق بأخلاق الفرسان إذا ما حدث هذا أو ذاك، لكن عندما يُعاين الخطر عن قُربٍ يطيش العقل، وتتشتتْ مزاعِم الفؤاد!

رَحمَة علاء.

المشاعر المقتولة عمدًا عن سبق إصرار وترصد، أو حتى تلك التي انتحرتْ من تلقاء نفسها، كلتاهما غير مؤذية، ويسهل التعامل مع أشباحهما إن عادتا للظهور.

رَحمَة علاء.

إذا كانت مرآة الحب عمياء.. فلماذا لا نكسرها، ونسمح لضمائرنا أن تسمع وتشعر وترَى؟

رَحمَة علاء.

الحب ليس حربًا فيها فائز ومهزوم الحب فوزان.. أو هزيمتان! سعادتان.. أو تعاستان! الحب هو الرحم الوحيد الذي يلد قلبين في الشعورِ مُتطابقين! دون فِتنة.. أو قيد.. أو إغراء

آيةالله نبيل

لكن الإنسان يتغير يا بنتي، من مَنَّا بقي على حاله؟ نحن ننضج بأشد الطرق قسوة، نحن ننضج بالصفعات!

آيةالله نبيل

عندما يضيق الكون ويتصاغر أمام أعيننا نهرب إلى المكان الذي نستطيع فيه أن نتنفَّس بعمق، هذا المكان قد يكون صدر أم، أو كتف صديق، أو ربوة عالية، أو وسادة خالية، أو نجمة في السماء لاهية، أو لحظات السجود.

آيةالله نبيل

إذا كان لكل منا نصف يُتمِّمه.. فلماذا نقع كثيرًا مع أنصاف تأكل أرواحنا ولا تُكمِّلها؟