ثاني أكسيد الحب

” من لا يهتم للبدايات لن يتلهف حتمًا للنهايات، لن يكترث إن لم تأت قط. “

” الحب وهم ميتافيزيقي صنعته قلوب النساء لتقييد عقول الرجال، الحب أسطورة خرقاء، كذبة فاجرة، وحقيقة هلامية، “

” على “

” ظلام كهف لا يعتنق ضوءًا، وبرد ليل بالدفء كافر، وقمر شاهد ضنَّ بالعطاء فاستحال محاقًا، ورجل وامرأة هما للوِد خصيمان. “

” محطات الانتظار فارقة، تحمل لنا أحيانًا دفعة للاستمرار في الطريق، وفي أحايين أخرى تقذف بقلوبنا أمنية العودة إلى حيث البدايات، لا نكتشف خطأ الطريق أثناء السير مطلقًا، بل في محطات الانتظار! “

” اتسعت ابتسامة الشيخ وهو يلقي نحوها بنظراته قائلًا: •أتعلمين، لو عندي بنت لتمنيتُ أن تملك فضولك. بادلته البسمة بمثلها وقالت: •يقولون إن الفضول صفة ذميمة لو تحلَّت بها امرأة. اتسمت قسمات الشيخ بالجدية ثم قال: •هؤلاء الذين يقولون هذا الهراء أجهل من قملة. أطلقت ضحكة صغيرة، تضاعف صداها في الممر الطويل، ثم أردف: •الحب يا ابنتي في زماننا هذا أصبح سلعة، شأنه شأن الهواتف النقالة، والعطور، وألعاب الأطفال! “

” سألت الشيخ بفضول عن الفرق بين اللغة النوبية المصرية، وأختها السودانية، قال الشيخ: •النوبيون في جنوب مصر ينقسمون إلى ثلاثة أصول: كنوز، وفاديجة، وعرب.. أما في شمال السودان فهم دناقلة، ومحس، وسكوت، وحلفاويين.. ومن الأخطاء الشائعة يا بُنيتي تقسيم اللغة النوبية إلى "ماتوكي" و"فاديجة".. والصحيح أن تُقسَّم إلى "نوبين" و"أوشكر".. لأن الماتوكي والفاديجة أسماء لبعض فئات المجتمع النوبي، وليست أسماء للغة نفسها.. أما "نوبين" فهي اللغة التي يتحدث بها الفاديجة والحلفاويون والسكوت والمحس.. و"أوشكر" هي اللغة التي يتحدث بها الماتوكية والدناقلة. “

” •فيمَ أنتِ شاردة؟ هل سيفهم إن أجابت؟ يجلس بجوارها الآن لا يفرق بينهما سوى عدة سنتيمترات، لكن في الحقيقة هما بعيدان بعضهما عن بعضٍ آلاف الأميال، لن يفهم جروحها الغائرة، ولن تستطيع هي أن تشرح، فلا لغة مشتركة تجمعهما. قذف هذا بسؤال وجودي إلى رأسها: من هو الطرف الذي يقع على عاتقيه بذل الوقت والجهد لتعلم لغة الطرف الآخر، هي أم هو؟ لم يخبروها عن ذلك حين ألبسوها فستان الزفاف، وعلَّموها حقوق الأزواج.. ولم يتحدث معه أحد عن ذلك حين أهدوه بدلة عُرس، وودَّعوه على أعتاب بيت الزوجية “

” إذا رأيت في عيني امرأة نورًا؛ فاعلم أن في قلبها نارًا “

” سألت نفسها في الكهف عندما كشفت الشمس عن شعرها الأبيض «هل يمكن سرقة الزمن؟».. توقف الزمن بـ«يونس» عند موت أبيه، وتوقف بها عند طلاق أمها، وما تلاه من عمريهما ما هو إلا تبعات لهذه اللحظة الفارقة.. نعم، يمكن سرقة الزمن.. لكن السارق هو نحن! نحن نختار أن نوقف عجلة الزمن أو نسيِّرها. “

” هناك فروقًا بالفعل مهما بذلتِ من الوقت والجهد والعناد في إنكار ذلك.. لكن الفرق لا يعني تدني أحد الجنسين وتفوق الآخر. “

” الشمس تشير دومًا إلى الحقيقة، لكن الجميع يفضل الضوء الباهت للقمر، ليس لأنه أكثر رومانسية، بل لأن الحقيقة غالبًا ما تكون صادمة، كاشفة، مُلزمة بالكثير.. ولم تجد في نفسها القدرة على الالتزام بشيء؛ لذلك لجأت للهرب، كما اعتادت على أن تفعل دائمًا “

” الرجل والمرأة يا بُني كالشمس والقمر، لكل منهما عالمه الخاص، ولكل منهما أهميته الفريدة للكون كله، قد تتشابه بعض خصالهما، وتتحد سُبلهما فيتعاقب الشمس والقمر، لكن الأساس هو اختلاف مداراتهما، وفي هذا الاختلاف كمال من نوع خاص.. محاولة مسخ القمر ليصير شمسًا لن تصنع عالمًا أفضل! الأقطاب المختلفة هي التي تصنع الكهرباء.. والمد والجزر هما اللذان يصنعان الأمواج. “

” الإنسان مهما تعلم من لغات تظل اللغة الأقرب إلى قلبه هي لغته الأم “

” الحب يبدأ عادة بالربيع، فصل الانبهار، كل شيء فيه جميل، كل شي فيه مبهج تكسوه الألوان، يعزف لحن الانسجام، ويطرح خلفه كل نغمة شاذة منفرة، لكنه مهما طال فإنه لا يدوم، لا بد أن يأتي الشتاء، ويصطدم طرفا الحب بما غفل عن أعينهما من تناقض واختلافات، فصل شاق طويل، إذا نجح الطرفان في تجاوزه، فعندئذ سيجدان الخريف في انتظارهما.. وفي الخريف تُفلِت أشجار العلاقات الأوراق اليابسة الجافة، وتستعد لاستقبال الطرح الجديد. “