مديح العتمة
مديح العتمة بقلم خورخي لويس بورخيس ... أن ننظر إلى النهر الذي يتدفق من زمن وماء فنتذكر أن الزمن نهر آخر وندرك أننا كالنهر ضائعون هدرا وأن الوجوه ماضية مثلما يمضي الماء. أن نشعر أن اليقظة حلم آخر يحلم أنه لا يحلم وأن الموت الذي نقشعر منه فرقا هو الموت الذي نلقاه كل ليلة ونسميه سباتا. أن نرى في اليوم أو في العام رمزا لأيام الإنسان وأعوامه فنجعل إهانة الأعوام موسيقى وهمسا وعلامة. أن نرى في الموت حلما وفي المغيب ذهبا حزينا: ذلك هو الشعر الخالد الفقير فالشعر عائد مثلما يعود الفجر والغروب
نبذة عن الكاتب
![خورخي لويس بورخيس]()
خورخي لويس بورخيس
كاتب أرجنتيني يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين بالإضافة إلى الكتابة فقد كان بورخيس شاعرا وناقدا وله عدة رسائل أدبية متنوعة. بدأ مشواره الأدبي ككاتب بنشر قصائد ومقالات في مجلات أدبية. كانت أولى مجموعات بورخيس الشعرية تحت عنوان حماس بوينس آيرس (Fervor de Buenos Aires) في عام 1923 م. وساهم بورخيس في مجلة مارتين فيرو لحركة حراس المقدمة التي كانت تتبنى أسلوب "الفن لأجل الفن" على النقيض من مجموعة بيدو والتي كانت محفزة أكثر بأهداف سياسية. وكذلك فقد ساهم بورخيس في إنشاء المجلات «بريسما» (1921-1922 م وهي منشورة من القطع الكبير كانت توزع بشكل أساسي بلصقها على حوائط بيونس آيرس) ومجلة "بروا" (1922-1926 م). ومن بداية إصدارها كان بورخيس مساهم منتظما في مجلة "سور" التي أنشأت في 1931 م بواسطة فيكتوريا أوكامبو والتي أصبحت فيما بعد أهم مجلة أدبية في الأرجنتين. قامت أوكامبو بتقديم بورخيس بنفسها إلى أدولف بايوي كاسارس، الذي أصبح فيما بعد كثيرا مايشارك بورخيس في أعماله وصهره وأحد أعلام الأدب الأرجنتيني.