1984

” فكان كل ما يعرفه الإنسان عن إنتاج الأحذية هو مجموعة من الأرقام الفلكية التي لا توجد سوى على الورق، في الوقت الذي يمشى فيه معظم سكان أوشيانا حفاة “

” أن تعرف ولا تعرف في نفس الوقت، أن تعرف الحقيقة الكاملة ومع ذلك تبدو لك الأكاذيب مقنعة، أن تصدق رأيين في آن واحد وأن تعلم جيدًا أن أحدهما يناقض الآخر ويكذبه تمامًا، ومع ذلك تؤمن به، أن تستخدم المنطق ضد المنطق وأن تدعو للأخلاق والفضيلة وترفض الالتزام “

” كانوا مثل النمل، الذي يمكنه رؤية الأشياء الصغيرة ويتعامى عن رؤية الأشياء الهامة. وعندما يصيب الخرف الذاكرة، ويتم تزييف السجلات المكتوبة، يصبح ادعاء الحزب بقيامه بتحسين الأوضاع الحياتية مقبولًا وقابلًا للتصديق، حيث لا توجد أي معايير لمعرفة حقيقة صحة ذلك أو خطئه “

” ولكن إذا كان هناك أمل، فهو في العامة لذلك يجب عليك أن تؤمن بذلك. فعندما تحول ذلك لكلمات تبدو عقلانية، وعندما تشاهد باقي البشر يمرون بجوارك على الرصيف فإن الأمر يتحول لقضية يجب أن تؤمن بها “

” «وإنني أدرك (كيف) ولكني لا أفهم (لماذا)؟» “

” وبالطبع لم تكن هناك أية محاولة من الحزب لغرس أيدولوجيته وتعاليمه بينهم لأنه لم يكن من المحبذ تكوين وعي سياسي لعامة الشعب، فكل المسموح به لهم هو نوع من الوطنية البدائية التي يمكن الاعتماد عليها عند الحاجة مثل قبولهم العمل لساعات أطول أو حصص تموينية أقل، بل حتى تحويل سخطهم الذي يحدث ويثور أحيانًا، إلى لا شيء وذلك لأنهم يعيشون بلا مبادئ، فكان ما يتظلمون منه هو أشياء تافهة وخاصة، فلا يثير اهتمامهم الأخطار الكبرى التي تحدق بهم “

” وكتب مرة أخرى «لن يثوروا حتى يعوا كما أنهم لن يعوا حتى يثوروا» “

” «إذا كان هناك أملٌ، فإنه سيكون في العامة (عامة الشعب)» “

” شعر ونستون مثل التائه في غابة موحشة بأعماق البحار، ضائع في عالم وحشي كأنه فيه الوحش بشخصه. شعر بالوحدة الشديدة، فالماضي ميتٌ، المستقبل مجهولٌ لا يمكن تخليه، فما الذي يؤكد أنه يوجد مخلوق واحدٌ فقط يسانده ويقف بجواره؟ “

” وفي هذه اللحظة ألقت الهليكوبتر قنبلة تزن حوالي عشرين كيلو جرامًا على قارب النجاة فغرق بمن فيه جميعًا، عندها ظهرت لقطة بديعة لذراع طفل صغير تتطاير لأعلى وقد بدت الطائرة كأنها تحمل كاميرا في مقدمتها تلاحق الذراع المبتور لترتفع ضحكات وتصفيق الحضور من رجال “

” الجمهوريين “

” المقدمة ولد إريك أرثر بلير، و هو الاسم الحقيقي لجورج أورويل، في الهند عام 1903 ودرس بكلية إيتون. عمل أورويل في بورما ضمن قوات الشرطة الهندية الإمبريالية في الفترة من 1922 حتى 1929. ثم انتقل للإقامة في باريس لمدة عامين وبعدها إلى إنجلترا حيث اشتغل بالتدريس لفترة وجيزة وانتقل بعدها للعمل كبائع للكتب. سافر أورويل إلى إسبانيا عام 1937 ليلتحقَ بصفوف الجمهوريين ويقاتل معهم. كما انضم لصفوف الحرس الوطني وعمل في محطة الإذاعة البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية. عمل أورويل أيضًا ضمن هيئة تحرير جريدة «تريبون» وخلال هذه الفترة توالت مشاركات أورويل بصورة منتظمة من خلال كتابته لمقالات سياسية وأدبيّة تحت “

” تعتبر رواية 1984 من الروايات المصنفة كرواية ديستوبية (dystopian novel) أو روايات العالم البائس والواقع المرير، أو كما يطلق عليها أدب المدينة الفاسدة. ويرسم هذا النوع من الأدب مجتمعًا خياليًا فاسدًا ومخيفًا كما أنه غير مرغوب بالطبع. فالديستوبيا هي المجتمع الفاسد الذي تسود فيه الفوضى ولا مكان للخير فيه، فمن يحكمه هو الشر المطلق. ومن أبرز سمات هذا المجتمع انتشار الخراب، القتل، القمع، الفقر والمرض، فيتجرد الإنسان من إنسانيته ويتحول إلى مسخ. استلهم أورويل أحداث الرواية من تبعات تقسيم العالم لمناطق نفوذ بموجب مؤتمر طهران 1943، والذي نتج عنه فتح الاتحاد السوفيتي لجبهة ثالثة لمواجهة النازية في مقابل الموافقة على “

” كان الممر عابقًا بروائح الملفوف المسلوق والسجاد القديم المهترئ. وفي نهاية ذلك الممر علقت لوحةٌ ملونةٌ كبيرةٌ لا يتناسب حجمها مع مساحة الممر الضيقة، وكانت الصورة تمثل وجهًا ضخمًا لرجل في الخامسة والأربعين من العمر، تبدو ملامح وجهه وسيمة بالرغم من خشونتها ومظهرها الصارم، ويبرز شاربان كثيفان لهما لونٌ أسودٌ. اتجه ونستون نحو السلالم، فالمصعد نادرًا ما كان يعمل بسبب تعطله في أكثر الأحيان أو لانقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات النهار تماشيًا مع خطة توفير الطاقة لبدء فاعليات «أسبوع الكراهية». وليصل ونستون لوجهته في الدور السابع، كان عليه أن يصعد سلمًا طويلًا، ول “

” ولد إريك أرثر بلير، و هو الاسم الحقيقي لجورج أورويل، في الهند عام 1903 ودرس بكلية إيتون. عمل أورويل في بورما ضمن قوات الشرطة الهندية الإمبريالية في الفترة من 1922 حتى 1929. ثم انتقل للإقامة في باريس لمدة عامين وبعدها إلى إنجلترا حيث اشتغل بالتدريس لفترة وجيزة وانتقل بعدها للعمل كبائع للكتب. “