حبيبة عبدالستار

فمضيت بين دور العاصمة بحثًا عن سكن، فوجدت سكنًا ومودة. ما إن رأيتها حتى بهت! كانت جميلة حقًّا، ليس الجمال الذي يؤذي العين، ويؤجج الغيرة، وإنما جمال طيب، ينساب إلى روحك. كانت هادئة خجولة، لا تكاد تسمع لها صوتًا، أو تشم لها عطرًا. عيناها صافيتان كسماء ليلة صيف حانية، وصوتها الخافت أجمل، في أذنيَّ، من أوتار القيثارة. روحها طيبة كالملائكة، وعلى فقرها، كانت سخية مع الأفقر منها. ما إن رأيت زهيرة، حتى اشتريت الدار المقابلة لها، رغم أنها كانت أبعد الدور التي عاينتها عن السوق.