سارّة عرفه

وإنَّ عقلَ الرَّجلِ ليبينَ في ثماني خِصالٍ: الأُولَى: الرِّفقُ. والثَّانيةُ: أن يعرفَ الرجلُ نفسَه فيحفظُها. والثالثةُ: طاعةُ المُلوكِ والتحرِّي لما يُرضِيهمُ. والرَّابعةُ: مَعرفةُ الرَّجلِ مَوضِعَ سِرِّهِ وكيفَ ينبغِي أن يُطلِعَ عليهِ صَديقَه. والخَامسةُ: أن يكونَ على أبوابِ المُلوكِ أديبًا مَلِقَ اللسانِ. والسَّادسةُ: أن يكونَ لسرِّهِ وسرِّ غيرِه حَافظًا. والسَّابعةُ: أن يكونَ على لسانِهِ قَادرًا، فلا يتكلَّمُ إلا بما يأمنُ تِبعَتَهُ. والثَّامنةُ: إن كان بالمَحفِلِ لا يتكلَّمُ إلا بما يُسألُ عنهُ، فمن اجتمعَتْ فيه هذه الخِصالُ كان هو الداعي الخَيْرَ إلى نفسِهِ. (بِرزويه يُصارحُ صديقَه بسرِّه) بابُ بعثةِ الملكِ أنو شِروان كسرى لبرزويه الطبيب إلى بلاد الهند في طلب كتاب كليلة ودمنة