Shahenaz 💛

5 out of 5 stars

الرواية تسلط الضوء على الأيام الأخيرة للمسيح على الأرض ، و بالتحديد في أورشليم حيث حكم عليه قومه بالصلب بتهمه الكفر ! يستعرض الكاتب موقف شخصيات مختلفة من هذا الحكم الظالم الناتج من جحود بني إسرائيل و طغيانهم ، يغوض الكاتب في أعماق الفلسفات الخاصة لكل شخصية ، وكذلك يسلط الضوء على الصراع بين الخير و الشر ، و الصراع بين الشهوات و الضمير ، وعلى الظلم الذي يقع على أفراد بسطاء بحجة أن ذلك يخدم الجماعة ! يطرح الكاتب العديد من الفسلفات السياسيه عن بعض الحكام و أطماعهم و طغيانهم في استعباد الناس لتحقيق مصالحهم ، و عن الاعتداء على اراضي الآخرين ، و قتل الأبرياء بدعوى الدفاع عن النفس و أن " الهجوم خير وسيلة للدفاع " مستعينا بالخلفية التاريخيه للحكم الروماني على تلك البقاع في هذة الفترة ، يبين الكاتب ان الجريمة يسهل وقوعها ، عندما توزع على الأفراد ، بحيث يكون نصيب كل فرد من الآثم اصغر من ان يهتز له ضميره ! ، يناقش الكاتب الخير و الشر في أعين أشخاص مختلفين من خلفيات مختلفة ، يناقش أخطاء الإنسان في تقديره للخير والشر والخلط بينهما ، و أن الضمير هو المرجع الأساسي لتقدير اي منهما ، و أن معظم أخطاء البشر أنهم يظنون القدرة على رؤية المستقبل و انهم يستطيعوا ان يهيئوا اسباب تؤدي الي اهداف بعينها ! يتحدث ايضا عن الدين و النظام و المجتمع و الأخلاق و الحرب و السياسة . الرواية تحفة أدبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، اللغة أروع ما يكون في الوصف و السرد و الحوار ، الرواية تحمل الكثير من القيم و الفلسفات و الإسقاطات ، و استطيع أن أقول هذة الرواية الصغيرة التي لم تتعد المئتى صفحة هي أفضل ما قرأت على الإطلاق أكثر اقتباس معبر في الرواية " أيصلب المسيح لكفره بالله ، و يقال بعد ذلك أن للإنسان عقلا أو ضميرا ؟! ثم يراد منا بعد ذلك أن نثق بحكمة الإنسان ؟!