قرية ظالمة

” إن الشيطان نفسه لا يزين للناس أعمال السوء بأكثر من هذا الذي قاله ذلك الرجل إنه يؤكد لهم بأنهم بمنجاه من الخطيئة و العقاب ما دام الجرم موزعا بينهم “

” كلانا يعلم انه اخذ من قولنا ما يعجبه و ترك ما لا يوافق هواه ، ألم أحذرك نصف الحق ، فهو شر من الباطل “

” فالشر لا يؤدي للخير مطلقا إلا وهما و إلي حين ثم يطغى الشر “

” فالإنسان بدون الله هزأة لا معنى لعمله و لا قيمة للدوافع التي تصدر عنها أعماله ، فإن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو الضمير و الضمير من الله و بدون الله لا يكون ابن آدم إلا حيوانا عاقلا ذكيا ، أما أن يكون من دون الله إنسانا فذلك محال “

” أيصلب المسيح لكفره بالله و يقال بعد ذلك إن للإنسان عقلا أو ضميرا ثم يراد منا بعد ذلك أن نثق بحكمة الإنسان ؟! “

” الا فاعلموا وعلموا الناس ان من الاوثان التي يعبدونها ما ليس حجاره ولا اصناما وسيصنع الناس لانفسهم اصناما ليست من الحجاره يعبدونها من دون الله فيضلون بها ضلالا ابعد من ضلال عباده الاصنام وسيسمونها مبادئ، وسيضيفون عليها من الاجلال ما يزيد على اجلالهم الضمير و سيقدمون حياتهم لها قربانا على مذابحهم وستلهيهم عن الهدى حتى يقشعر الناس من ضعف ضمائرهم وضلال عقولهم وفساد أحلامهم كل ذلك تضحيه لاوثان يعبدونها من دون الضمير “

” ولو تعلم الناس ان ينعموا بما حولهم من جمال وما في نفوسهم من خير وما فيهم من قوه وصحه ما حقد فقير على غنى وليست العداوه والبغضاء والحسد طبيعة في الناس وانما هي امور اصلها عجز الناس عن تذوق ما في الحياه من جمال وظنهم ان لا خير الا ما عند غيرهم و سوء تنظيم العلاقه بين الناس “

” الا فاعلموا انه يجب ان يكون لكم اعداء فان العداوة لا تقوم بين الناس الا حين تقوي شهوتهم الي ماعنده غيره فيريدون ان يسلبوهم ما عندهم عنوه واكثر مايشتهون امور لا تتعلق بها السعاده ولا الهناء واكثر ما يحسد الناس بعضهم بعضا من اجل ما يكون في المأكل والملبس و مظاهر الطرف وما يبلغه الغنى بماله وكل ذلك لا يدل على السعاده فاطباق الذهب لاتقوى الشهيه ولباس الحرير لا يجلب الصحه كل ذلك لا يستحق عداوه ولا بغضاء ولا حسدا “

” ان لله وحده الحق على الانسان ان يسلبه الحياه او يلحق به اذى في نفسه وليس للانسان ان يكون سبب في موت احد او ايذائه كائنا ما يكون السبب فذلك اعتداء على حق ليس لغير الله واذا كان الانسان لا يستطيع ان يرد الحياه الى اخيه اذا فقدها ولا يستطيع ان يهبه الصحه اذا حرمها فليس له ان يعترض حياته او صحته ومن يفعل ذلك يتعد حدود الله و ينسب لنفسه علم او حكمه ليست الا لله وحده “

” أحق أن من أولي الأمر من يزين للناس هذة الوحشية اامنظمة فيقول لهم إن قتل رجل في سبيل جماعه أو مجد امة أمر واجب تحتمه النخوة والشجاعة ، إني لأرى أن قتل رجل واحد ظلما يعدل مجد أمة بأسرها و عظمة امبراطوريه بأجمعها و نعيم سراه الأرض كلهم “

” أما القسوة فإنها تؤخر انتقاض الناس على النظام “

” الحرب يجب ان لا يكون لها الا قانون واحد هو ان كل من خرج من بلاده ليحارب قوما امنين في ديارهم فهو المعتدى ويحل لهؤلاء الا يراعوا فيه قانون ولا عهدا والا تاخذهم فيه رافه ولا رحمه وليس له ان يطلب اليهم ذلك مادام قد خرج من بلاده ليقتلهم مايؤذيهم “

” وإذا كان هؤلاء و هؤلاء أخطأوا و ضلوا فماذا يستطيع الإنسان أن يعمل إذا أراد أن يتجنب الضلال ؟ “

” اعلموا أن للنفس قوانين يجب أن لا تخرج عليها حتى لا يعتريها المرض ، شأنها في ذلك شأن الجسم ، غير أن قوانيها أصعب فهما و أدق مقاييس و الضرر الذي ينشأ من مخالفتها أخفى من أمراض الجسم “

” و أحذركم القوة و ما تحملكم عليه ، فإنكم إن فعلتم ما تأمركم به فقتلتم أحدا أو آذيتموه فإنكم تتعدون بذلك حدود الضمير ، و هو كفر بدينكم مهما يكن له من مسوغ عندكم “