إنك الثورة والثورة المضادة، الثائرة والمنقلبة والمنقلب
عليه. وما أنا إلا ميدان يقبل بك حاكما أو محكوما، فكنت
الأرضي دولة، ولدولتي حدودا .
وإنني ما فكرت في الثورة عليك ساعة إلا وخمدت ثورتي
في لحظة؛ بشيء في عينيك يقمعني، أو يقنعني؛ يحببني
في أغلالك، ويرغبني في حصارك؛ فتخطرين لي بصوتك
الحاني، تقولين: «احتلتك احتلال محبة يا يوسف»؛ فأجيبك
بعينين حالمتين، وقلب مضطرب، وكفين تمتد ان أمام عينيك:
لا عليك سيدتي. إنني وطن مختل.. يحب محتله».
.