Nosha show

لم يُعلِّمها أحد كيف تشكر من قدَّم لها يد المساعدة، ولا كيف تمنح الثقة ولمن تمنحها، ولا كيف تستغني بذراعيها عن ضمة دافئة، ولا أن طرف جلبابها يتشرب العبرات أسرع من ظهر كفها، ولا كيف تُلملِم أحلامها النافقة من الطرقات وتبني لهم ضريحًا في قلبها، ولا أن مصدر الدفء الوحيد لكفيها المُتجمدين شتاءً هو أنفاس حِمارها، لم يُعلِّمها أحد أنها حِمل ثقيل لا يتسع ظهر أحد لحمله. التجربة وحدها علَّمتها كل ذلك! لماذا حبلَتْ عيناها بغتة بقطرات مالحة؟ ألم تعاهدها على قطع نسلها، كيف تخونَ عهدها؟! تلقَّفت وجنتاها ثلاثة مواليد تَدحرجن فوقها؛ أسرعتْ تُوئدهُن بظهر كفها! انسلَّ الشال عن كتفيها،