أمنية  أيمن

- هل يشعر الغريب بالوحدة في دار غريبة؟ بالطبع يشعر يا ابنتي، لكنه يعلم أن إقامته قصيرة، وفي يوم ما ستنتهي غربته. - ماذا تقصدين بـ «دار غريبة»؟ - هذه الدار التي نُعمّرها يا ابنتي ليست دار مَقام، نحن مثل الرحّالة البدو الذين يجوبون الصحراء، يرتاحون إلى ظل شجرة قبل الوصول إلى أرضهم ودياره. رفعت سبابتها صوب السماء في إشارة للجنة، وقالت: - دار المقام هناك يا ابنتي. ثم أنزلت سبابتها صوب الأرض في إشارة إلى النار، وقالت: - أو هناك والعياذ بالله. ثم مالت صوبها وقالت باسمة: - ونحن نحط رحالنا بينهما لبعض الوقت كي نختار في أي الدارين نُريد الاستقرار، فلكل دار أبوابها.