محمد شحاته

لو أنني رئيس عربي في بلدك هل تعرف ماذا سأفعل؟ سأفعل مثل "علي بن أبي طالب" في أحداث الفتنة بين الصحابة.. سأوحّد كل التيارات حتى تلك التي أشك في وجود عملاء وخونة بينهم.. وسأسقط لك مثالًا على مصر.. وماشاهدته يحصل في مصر.� انقسم المصريون إلى طائفتين.. طائفة مؤيدة للعسكر.. وطائفة مؤيدة للإخوان المسلمين.. وكل طائفة تقول إن الطائفة الأخرى هم عملاء وخونة للبلاد.. فالإخوان في نظر العسكر إرهابيون أرادوا أن يبيعوا مصر.. والعسكر في نظر الإخوان منقلبون خونة ديكتاتوريون سارقون وناهبون وظلمة.. فجأة انقلبوا على بعضهم البعض وصاروا يُكيلون لبعضهم الهجمات على أرض الواقع ويكيلون لبعضهم الاتهامات على الفيسبوك.. نسى الكل أنهم مصريين يحملون جميعًا نفس الدم ونفس الهم ونفس اللون ونفس النفس ونفس التراث. لو أنني رئيس لبلدك مصر فأنا أفهم من الذي من مصلحته أن ينقسم شعبي ويتصارع هكذا.. ولعلك حضرت اجتماع قادة صهيون وتعرف كما أعرف مَن الذي يُغذّي كل تلك النَّعرات ويُحييها ويشعلها.. فالخطوة الأولى كرئيس لبلدك هي أن أصلح بين الطائفتين.. فأنا أفهم أنه ولو كان هناك خونة أو عملاء في أي طائفة منهما فهؤلاء الخونة لا يمثلون طائفتهم.. وإنما يمثلون أنفسهم.. فكما أنني لو اكتشفت في المخابرات المصرية جاسوسًا إسرائيليًّا لا أحكم على المخابرات المصرية كلها بأنهم خونة.. فأيضًا لو اكتشفت أن هناك جاسوسًا من الإخوان لا أحكم على كل إخوان مصر بأنهم جماعة إرهابية وألاحقهم كما ألاحق المجرمين بهذا التعسف والغباء.. أتعلَم أمرًا؟ حتى لو اكتشفت جماعة من الجواسيس في إحدى الطائفتين.. سأتركهم كما هم.. لن أتخذ إجراء استعراضيًا أفرّق به شعبي إلى قسمين.. سأتركهم حتى تأتي اللحظة المناسبة وأنقضّ عليهم بجريمتهم.. ألم يخبر الله نبيّه "محمد" عن المنافقين وكان يعرفهم؟ ماذا فعل؟ هل قام بمحاكمتهم وملاحقتهم ونفيهم؟ لا لم يفعل.. حتى لا تحدث فتنة ينقسم بها الناس.. لما علم "علي بن أبي طالب" أن قتلة "عثمان بن عفان" هم من كبار قبائل العراق.. ماذا فعل؟ هل ذهب وقاتلهم؟ لا لم يذهب.. بل انتظر لأنه لو قاتلهم ستحدث فتنة وسيخسر قبائلهم كلها.. وكان منهم قواد كبار في جيش المسلمين.. هذا ما سأفعله في بلدك لو صرت رئيسًا لها.. سأترك المنافقين على نفاقهم حتى تحين لحظتهم المناسبة.. لأن في ضربهم تفرقة لشعبي.. وفي تفرقة شعبي هزيمة لبلدي.. ونصر لعدوي. #أنتيخريستوس 😱