ضد الطائفية

(0)
(0)
Rating
0.0/5 0
Description

ضد الطائفية بقلم rashed al khayoun ... ليس هناك أكثر تداولاً، في هذا العصر، من مفردة الطائفية، وجدلاً ضدها، إذ علمنا أن واحداً من معاني الجدل هو شدَّة الخصومة، فالكلُّ يشير إلى الكل بتهمة الطائفي، مع أن الجميع، من القوى الدينية، وشخصيات من اللادينين، من الذين لا شأن لهم بدين أو بإيمان، لكنهم يظهرون أكثر طائفية منالمتدينين أنفسهم. وبطبيعة الحال ليس علماء الدِّين كافة هم الذَّين يمارسون الطائفية، والتي تتحدد ببث الكراهية ضد الطائفة الأخرى، بل على العكس وقف علماء دين بقوة وتمكنوا من درء الفتنة وتحجيمها عندما اجتاحت العراق بقوة بعد سقوط النِّظام السابق (2003)، وقضى الكثير من العراقيين ذبحاً على الهوية، وعلى وجه الخصوص بعد تفجير الروضة العسكرية بسامراء، الذي أمسى عذراً بيد الطائفيين من المسلحين. صحيح أن مفهوم أو مصطلح الطائفية لا يُحصر في ما بين الأديان والمذاهب، وإنما يتضمن كل تعصب جماعة ضد جماعة أخرى، سواء كانت طبقة إجتماعية، على أساس المهنة أو اللون وحتى الرأي، أو عشيرة، أو جنس، مثلما هو التعصب ضد مجتمع النساء، لكن ما طرق أسماع العالم ويخشى من مخاطره هو الطائفية الدينية والمذهبية، ونجدها تتصاعد مع تصاعد حضور الإسلام السياسي، الذي لم يتمكن من إحتواء المذهبيين في حزب أو كيان واحد، وهو في المعارضة أو في السلطة لا يعيش وينمو خارج رحم الطائفة. من هذا المنطلق جاءت مواضيع الكتاب، التي كتبت ما بين عامي (2003- 2008) ونُشرت، في صحف معروفة، مثل جريدة "الشرق الأوسط" و"الإتحاد الإماراتية"، لكنها تأتي في الكتاب بعد المراجعة والتوسع والتوثيق والتثبت من الحوادث والمواقف. حملت الفصول كافة القلق من هذا الداء الخطير، والمتوَّج خلال هذه السنوات بالمحاصصة الطائفية، التي قدمت على رأس إدارة العراق موظفين غي أكْفاء، مختارين بسبب إنتمائهم الطائفي أولاً ثم الحزبي، وهكذا تضيق الحلقة لتصل إلى ما سمّيناه بعصبة الحزب المدمرة، والحالة وإن تمظهرت بتمثيل الطائفة، ولكن الجوهر هو الإنتماء الفئوي داخل الطائفة. إن الحل الأمثل مثلما هو، التركيز على الهوية الوطنية العراقية، والتنافس على أساس البرامج الإنتخابية، والخروج من حزب الطائفة وكيانها الإنتخابي إلى الحزب العراقي، الذي يضمن إتاحة الفرصة للأكّفاء من أبناء العراق لإدارة البلاد، فالوطن للجميع ولا يجب أن يبرز طغيان أكثرية على أقلية أو العكس

Author

rashed al khayoun Rashed Al Khayoun

رشيد الخيون باحث وكاتب عراقي مهتم بقضايا الفكر العربي القديم، يكتب في صحيفة الاتحاد الإماراتية، وصدرت له العديد من المؤلفات في التراث والفكر، وهو حاصل على جائزة الملك عبد العزيز للكتاب عام 2017م عن كتابه.

Other books by the author

Similar books

Ratings and reviews about (ضد الطائفية)

Customer Reviews

0.0/5

0.0 out of 5 stars

based on 0 reviews

Ratings and reviews about

5 starts

0 %

4 starts

0 %

3 starts

0 %

2 starts

0 %

1 starts

0 %

Share your thoughts

Share your rating and thoughts with us

Login to add to your review

Recent Reviews

No reviews yet. Be the first and write your review now

Write a quote

Recent Quotes

No quotes yet. Be the first and write your quote now

Readers

No readers yet