اطردوا هذا الوحش بعيداً

(0)
(0)
Rating
0.0/5 0
Description

اطردوا هذا الوحش بعيداً بقلم علاء المحياوي ... كان حلماً بل كابوساً يراود الصغير رأفت وهو طفل في الرابعة ثم ما لبث أن تحول إلى واقع ‏عندما صار شاباً. نعم؛ إنه الوحش ذاته! ذاك الذي كان يظهر له في ليالي طفولته ‏الجميلة، ويحيل أحلامه إلى كوابيس مفزعة.. ولكن كيف تحول ذاك الحلم إلى واقع؟ هذا ما ‏تقوله رواية «اطردوا هذا الوحش بعيداً» للكاتب العراقي علاء المحياوي ويفعل ذلك بالارتكاز ‏على (الاسترجاع الصوري) وهي تقنية سيمية مهمة قائمة على أساس استرجاع الزمن ‏الماضي والتداعي الذي يتم بوساطة الذاكرة. ولتمثل تلك البنية الاسترجاعية جزءاً من ‏تاريخ الشخصية الروائية واستنطاقاً لعالمها الجواني الذي ظل ينوء بكلله الثقيل عليها حتى ‏النهاية.‏‎‎والرواية في مضمونها تحيل إلى المشهد العراقي أثناء الغزو الأميركي للعراق (2003)، ‏ومحاولة استجلاء آثار هذا الغزو على الإنسان العراقي. وكثيراً ما تتم الرؤية إلى الأحداث ‏من خلال راوٍ عليم أو من خلال رؤية الشخصية ذاتها لِما آلت إليه حالها. وهذه الآثار ‏تتضح من خلال الحركة المكوكية التي ينسجها السرد بين المكان والإنسان. فالحرب دفعت ‏‏"سامي" وغيره من أبناء العراق للسفر إلى دولةٍ جارةٍ بحثاً عن فرصة عمل توفر لقمة ‏العيش.. ولكن وبعد انتشار فتاوى الجهاد ضد القوات الأميركية وجد نفسه ينضم إلى هذا ‏الركب، ويجاهر بما يجاهرونه من آراء وأفكار. فيلتحق بمجموعة جهادية ذاهبة من عمّان ‏عبر الحدود إلى بغداد لقتال المحتل الأميركي، من دون أن يدري ما تحمله شخصية ‏‏"أبومعاذ" من أيديولوجيا التطرف والإرهاب، إذ أن هذا الرجل كان من ضمن قائمة ‏المطلوبين الذين تورّطوا بهجمات خطيرةٍ على منشآت حيويّة وشخصيّات عراقيّة وأجنبية.. ‏يتم تدريب "سامي"، ليشارك "أبو معاذ" في أول عملية هجوميّة قيل له أنها ضد القوات ‏الأميركية، ليكتشف "سامي" في اللحظة التي لا تراجع فيها أنها ضد الشرطة العراقية.. ‏وتكون النتيجة أن من بين القتلى أعز أصدقائه "عادل"! فأدرك بأن تلك الفئة المضلِّلة ‏خدعته بأفكارها وشعاراتها البرّاقة، وهي التي أرسلت صديقه الحميم إلى حتفه.‏‎‎وفي هذا السياق تبرز أيضاً شخصية "وضاح الكاملي"، الضابط ذو السلطة المطلقة الذي ‏يعيث فساداً في البلاد والعباد، والذي يعرف كيف يستغل سلطته في جني الأموال بعد ‏اعتقال الأشخاص والطلب من أهاليهم دفع أموال باهظة لإطلاق سراحهم. وكان من بين ‏الضحايا الشاب "رأفت" ابن "سامي" الذي تم اعتقاله عشوائياً ووجد فيه "وضاح الكاملي" ‏فريسة ضعيفة لإرضاء نزواته وشذوذه.. هذا الشذوذ سوف يكتب نهاية مفجعة للجاني ‏والضحية!‏‎‎وفي الرواية أيضاً لم ينسَ الكاتب الجانب الإنساني والعاطفي للشخصيات، إذ ينكشف السرد ‏عن قصة حبٍّ سوف تجمع بين "سامي" و"تهاني" زوجة المغدور "عادل"، حيث وجد الإثنان ‏ما ينقصهم من حبّ وحنان وانسجام افتقداه مع أزواجهم. وهنا تكشف الرواية مواطن الخلل ‏في الحياة الزوجية وما تحبّ المرأة في الرجل؛ وما ينتظر الرجل من المرأة.. وقد برز ذلك ‏بوضوح من خلال "لغة المشاعر" التي تفنن في قولها الكاتب علاء المحياوي وعبّر من ‏خلالها عن العالم الداخلي الشفيف للرجل والمرأة معاً.. وربما أراد القول أيضاً أن الحياة ‏يمكن أن تعطي فرصة ثانيّة لزوجةٍ وحبيبة.‏

Copyrighted material, Not available for download
Write a review
Notify me when available for reading

Author

Similar books

Customer Reviews

0.0/5

0.0 out of 5 stars

based on 0 reviews

Ratings and reviews about

5 starts

0 %

4 starts

0 %

3 starts

0 %

2 starts

0 %

1 starts

0 %

Share your thoughts

Share your rating and thoughts with us

Login to add to your review

Recent Reviews

No reviews yet. Be the first and write your review now

Write a quote

Recent Quotes

No quotes yet. Be the first and write your quote now

Readers

No readers yet