عبق الموتة الصغرى

عبق الموتة الصغرى بقلم عبد الرحمن خالد ... شابٌّ انعزلَت رُوحه عن الدنیا، یعیش بین طرقات القاھرة الظلماء، یُوھَب ذلك الشاب موھبةً غریبةً في حلمه تجعله یعرف ما یكون وما سیكون بالزمان والمكان، كانت تلك الموھبة ھي تلك السیدة العجوز التي جعلته مختاراً في شریط تلك الأحداث الغامضة، تلك السیدة العجوز التي تعرف الكثیر، تعرف الكثیر جدا؛ فقط لأنھا لیست سیدةً عجوز! تحدث له أشیاءٌ غیر طبیعیة بالمرة فتتغیر حیاته وتنقلب رأساً على عقب، ھناك أسئلة تصاحبھا إجابات، وھناك أسئلةٌ من المستحیل الإجابةُ عنھا. تسیر المشاھد بسرعة أمام أعیننا، تحدث انفجارات، یختصم الفریقان، عملیات قتل، قاتل مأجور، رجال أعمال فاسدون، اجتماعات سریة تأكل عظام البنیة التحتیة للعالم، ثم تُسلب روح الشر والدمار لھذه المحافل وینتصر الأمَلُ، فیتّحد الفریقان ..أمورٌ كثیرة وأحداث سریعة، ومضمارّ ممیت یقطع فیه المشاركون حبال الخوف، ولكن , كلُّ ذلك كُتب بواسطة مریض نفسي ماتت زوجته بالسرطان، فأصیب جراء ذلك بكئابةٍ حادة لتجعله یُزجّ بمشفى نفسيّ، وھا ھو الآن یحاول الانتحار لكنه ینجو من ذلك بطریقة ما، تتوالى الأحداث والمشاھد فینقذه من الغرق ذلك الطبیب الذي یشرف على حالته، ویقذف إلیه تلك الصور العشر التي ستغیّر حیاته البائسة، حیث في النھایة یصل الفائز للقمة، والخاسر للقاع .. حینھا یتردد ذلك السؤال الذي طنّ في آذان الجمیع ، ھل خسر ذلك المریض السباق ، أم فاز؟