الكتابة عند التخوم 'الذات الراوية هي الرواية'

الكتابة عند التخوم 'الذات الراوية هي الرواية' بقلم Elias Farkouh ... "الكتابة عند التخوم - الذات الراوية هي الرواية" بهذا العنوان تخوض الكتابة عند "الياس فركوح" تاريخها فهي تعي شرطها التاريخي، كما تعي أيضاً شرطها الجمالي، هي مجموعة مقاربات حذرة يتخللها قلق الكتابة وأسئلة يحدد فيها الكاتب تصوره لذاته في علاقتها بالكتابة، ومن ثم يجنح إلى الاهتمام بسؤال فعل الكتابة؛ هي تأملات تصدر من الشك ولا تصل إلى اليقين سواء تعلق الأمر بكتابة الذات أم بكتابة الآخرين، بالقضايا المجتمعية أم بالقضايا المعرفية. هذا الكتاب هو نظرة تحدق، بعمق، في صلب قضايا لحظتنا الثقافية والمجتمعية الشائكة، وتفكير في موقعنا في عالم متغير. إنه تأمل في الذات والعالم يقوده السؤال إلى السؤال. فمن يمتلك الجواب أصلاً؟ يقول فركوح: "أجيز لنفسي، كروائي يعيش عصره واعياً بأنه جزءٌ، أو بالأحرى شظية في تاريخ لن يتوقف لحظة واحدة، أن أتجرأ لأقول بأن نصّي الروائي، كما أعاينُه، هو قسطي الشخصي في مدونة التاريخ العربي المعاصر: نص يستكمل طيفاً سيظل ناقصاً ومُطفأ بمعزلٍ عنه، وبتدويني له أكونُ قمتُ بملء فراغٍ لن تستطيعه الوثائق وأكداس الأرشيفات..". في هذا العمل يتوقف "الياس فركوح" عند مجموعة هامة من النصوص القصصية، والأعمال الأدبية، لأعلام يتحلون بالإجماع على رسوخهم في هذا الفن الكتابي من أجل إعادة النظر فيها هي "نصوص تطرح أسئلة صفاء النوع أو الجنس ومدى اتصاله وعبوره بأجناس تجاورُهُ بحيث إن التباساً يطولها.. ولا تكترث! ونحن إذا ما فعلنا ذلك، فليس بدافع الفضول وتحصيل "العلم بالشيء" والاقتداء كأنما هو الصدى؛ وإنما لننسجم مع المبتدأ فينا، كأُناسٍ يمارسون كتابةً فَنيَّةً بما يعني، في أساس الأساسي: يمارسون حُريةً سيُسْألون عنها؛ وإنها النصوص، تلك النصوص، التي ستُّقصُّ عَمّا جَنوا، فَنيّاً، فجنينا. وما خسروا.. فخسرنا!". هكذا هو "الياس فركوح" يكتب داخل الفن الصعب، يكتب سيرة الذات، حين يكتب الرواية، يكتب العالم ببُعدَيه وبتركيب جديد في داخله، يخطه لنا على هيئة أسئلة برسم إجابات لا تُجيب؟.