الرد على النحاة
الرد على النحاة بقلم ابن مضاء القرطبي ... رأى ابن مضاء أن النحاة بعد أن وصلوا إلى غايتهم الحقيقية المأمولة قد تزيدوا في النحو على صورة تأباها طبيعة الدراسة فيه، وأنه وقع بينهم من الخلاف فيه وفي كثير من أصوله ما يوشك أن يباعد بينهم وبين مصادره الأولى، حتى ليكاد الدارسون له يشغلون به عن اللغة نفسها، وهو ما يصفه المؤلف بقوله : "إني رأيت النحويين - رحمة الله عليهم - قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن، وصيانته عن التغيير، فبلغوا من ذلك إلى الغاية التي أمُّوا، وانتهوا إلى المطلوب الذي ابتغوا، إلا أنهم التزموا ما لا يلزمهم، وتجاوزوا فيها القدر الكافي فيما أوردوه منها، فتوعَّرت مسالكُها، ووهَنَتْ مبانيها، وانحطَّت عن رُتْبَة الإقناع حججُها" فثار ابن مضاء على إرث نحوي ضخم امتلأ تعقيدًا وفذلكات عبر مسيرة الزمان الطويلة، واهتم بالكلام الظاهر دون أن يعلقه بعوامل وتعليلات عقلية لا وجود لها في النص ، وهجم على نحاة المشرق، وفند بعض قواعدهم في اعتبار العامل، وفي توجيه العلل، وفي اعتبار القياس، وفي التعويل على التمارين الفرضية ، ووعد المؤلف منذ البداية بمنهج جديد يخلص النحو من أثقاله فقال : " قصدي في هذا الكتاب أن أحذف من النحو ما يستغني النحويُّ عنه، وأنبه على ما اجمعوا على الخطأ فيه" ..
