ليس لنا هذا العالم

(0)
(0)
Rating
0.0/5 0
Description

ليس لنا هذا العالم بقلم عبده وازن ... إذا كان الغرض من المختارات الشعرية أن تعكس تجسيداً للتنوع في تجربة الشاعر، وخلاصة لها وللمآل الذي بلغته، وترسم صورة تقريبية لتحولات الذات ونضجها، فإن هذه المختارات من شعر عبده وازن تستجيب- قراءةً ونقداً- لهذا الغرض، فهي تتضمَّن التنوَّع داخل الوحدة، أو هي الوحدة المتنوِّعة، بمعنى أن موضوعات قصائد هذه المختارات تبدو متعدِّدة ومختلفة، مع أنها تشكِّل في سياقها العام وحدةً كلية، تعبر عن تحولات الذات، وعن وحدة الوجود في الوقت نفسه، حيث لا انفصال ولا حدود في الجوهر بين الذات والعالم، الأنا والآخر، الإنسان والطبيعة. ثمة قصائد تكتمل بخمس كلمات لا غير، أو تستغرق بضع كلمات أو قد تمتدَّ إلى أكثر من أربعين صفحة، وثمة قصائد تقوم على تقنية تقطيع الأسطر، وهو شأن معظم قصائد المختارات، بينما ثمة أخرى كتلوية بأسطر متصلة وإيقاع تدويري. وهذا التنوع في الأداء الشكلي للقصيدة لدى وازن ناشئ عن تنوُّع مضامينه، فمضمون قصيدته هو من يحتِّم اختيار شكلها. بيد أنَّ التباين الظاهر في حجم القصائد هو تباينٌ شكلي ليس إلا، فالقصيدة القصيرة في حجمها، هي بشكل ما قصيدة طويلة بزمنها وكثافتها الداخلية، ومستفيضة ومحتدمة في إيحائها، وإن كانت وجيزة في عباراتها وإيقاعها، ذلك أن الاختمار يمثِّل العُمر الآخر لقصيدة تبدو، من خلال شكلها، قصيرة. وعبده وازن يولي عناية خاصة لبناء قصيدته، حيث الرشاقة في الشكل، والاكتناز في المحتوى، والنحت الدقيق للعبارة والعناية باختيار المفردة والاستغناء عن الزوائد.

Author

عبده وازن عبده وازن

شاعر وناقد لبناني من مواليد عام 1957، يتولّى حالياً إدارة القسم الثقافي في جريدة الحياة. في رصيده الكثير من الدراسات والترجمات والشعر. تُرجم شعره إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبرتغالية والإسبانية، وقُدمت شهادة ماجستير في جامعة تولوز الفرنسية عن كتابه «حديقة الحواسّ» الذي تُرجم إلى الفرنسية عام 1998. شارك في عدّة مؤتمرات أدبيّة وثقافيّة في العالم العربي وأوروبا، وفي محترفات للترجمة والمسرح. كان عضواً في لجان تحكيم مسابقات وجوائز أدبيّة ومسرحيّة ولا سيّما جائزة نجيب محفوظ، وجائزة سلطان العويس وجائزة البوكر العربيّة. منحه نادي دبي للصحافة جائزة الصحافة الثقافيّة عام 2005.

Other books by the author

Quotes book : ليس لنا هذا العالم

No quotes yet.