عاشقان من بلاد الرافدين
عاشقان من بلاد الرافدين بقلم جاسم المطير ... في هذا الكتاب رسائل عاشقين شربا من الفراتين فسري فيهما حباً لوطن الرافدين ولحضارته وبنائه الثقافي ومعمار شخوص الوطن وفئاته من جلجامش وعشتروت حتى كرجي وراشيل وهما يؤكدان أن لا هواء أنقى من نسائم الخليج ولا ماء أحلى وأعذب من مياه الفراتين والشط... "رسائل عاشقان من بلاد الرافدين" قصائد تحكي عذابات أيام (الفرهود) التي دفعت تحت سياطها فئة من شعبنا العراقي على الرحيل القسري بعيداً عن موائل عشقهم في ظلال النخيل... هي رسائل اللغة الشفافة الرومانسية في رسم شخوصها الواقعية في تصريحها الذي يخترق كل المحظورات من نشرها غسيل السلطات الفاسدة-الحكومة وسياستها، المجتمع وتقاليده البالية، ثم سلطة الأكليروس الأخلاقي لكل الديانات عندما يركب مركب التشدد والتطرف-إلى فضحها (المستور) من عورة كل المستغلين إذ تكشف دناءاتهم ومؤامراتهم ضد إرادة الحب والسلام والطمأنينة التي ينشدها العاديون. هذه الرسائل هي أول صوت يروي قصصاً من حياة اليهود والمسألة اليهودية في عراق منتصف القرن العشرين بقلم راوٌ ليس يهودياً... إنها معالجة أدبية تحلّق في عالم جمالي كثير الإمتاع، وهي في الوقت الذي تأتي فيه بشكل قراءة وصفية ليوميات يهودية، فإنها تقدّم رؤيتها لعالم تلك الفئة من المجتمع العراقي ومجريات الوقائع والأحداث التي مرّت بها باستنطاق الشخوص بوصفهم الوثيقة المباشرة لتسجيل ذلك السفر الجديد بمهارة من نسج تسلسل الوقائع على لسان العاشقين وعلى لسان شخصيات اتصلت بهما فشكلت خطوطاً فنية مضافة وبوحدة بنائية استندت إلى الخلفية الفكرية أو الخطة العامة للرواية... في رواية "عاشقان من بلاد الرافدين" سيجد القارئ التاريخ شاخصاً حياً أمامه، يعيش معه من جديد، ويحيا مع قادة الأحزاب ومثقفين وأساتذة ومحامين وتجار كبار معروفين من ذلك الزمان ووزراء ذاع صيتهم ومنظمات وأحزاب ومظاهرات الشوارع يسير القارئ فيها مخترقاً تلك الأمكنة متآلفاً معها... متجولاً في أحياء البصرة وضواحيها وشوارع بغداد ومعالمها فيتعرف إلى شارع الرشد لحظة ولادة أبرز شواحضه المهمة وإلى مدارس ذلك الزمان ومقاهيه وأسواقه فيرافق الشخصيات في ظلال بيئتها بروح الألفة فتخالط مجالسهم وتختلف إليها كما فعلوا ويفعلون في حاضر الرواية...