بورتريهات بألوان الشجن
بورتريهات بألوان الشجن بقلم خالد منتصر ... عندما تحاول رسم بورتريه إنسانى لمثقف أو مبدع أو فنان مصرى، فلابد أن تغمس ريشتك فى ألوان الشجن، حتماً ستقابلك مسحة أسى و لمحة حزن و إطراقة خجل و نوبة اكتئاب. بين دفتى هذا الكتاب ، مثقفون و مبدعون مصريون عانوا من عدم الفهم أحياناً ، و التجاهل أحياناً أخرى، و التعامل معهم على أنهم إما مجانين و إما ملاعين، جريمتهم الكبرى أنهم ولدوا فى مجتمع لا يجيد ثقافة الستامح مع شطط المبدع و جنون الفنان و عبقرية المفكر و خروجه على النص، و رغبته فى تجاوز الخطوط الحمراء و ولعه ببلوغ المستحيل.. مجتمع لا يحتمل غناء من هم خارج السرب، و يتربص بكل من يشرد عن القيطع. المثقف هنا لا تستطيع حنجرته أن تعبر ضفاف الإبداع إلا من خلال الأوتار الصوتية و الميركروفون و الأثير و الكون و ذبذبات الهواء، يداعبه كرسى السلطة أحياناً فيسيل لعابه ، و أحياناً يكره الانخراط فى لعبة الاستخدام من الكبار فيدق عنقه، فالمجتمع لا يسمح له بدور زرقاء اليمامة قارئة المستقبل، و لكنه يسمح فقط بدور مهرج الملك و فقيه السلطان و لاعب السيرك على جميع الحبال. إنها مجرد بورتريهات إنسانية حاول الكاتب أن يرسمها بألوان البهجة ، فإذا به يرسمها بدموع المآقى.