مذهب تولستوي
مذهب تولستوي بقلم سليم قبعين ... بعض الناس لا يحيا حياته فقط؛ بل يحيا حياة أخرى قد تمتد لأضعاف عمره الذي عاشه بجسده، ومن هؤلاء "ليون نيكولا يفتش تولستوي" ، الذي هزت آراؤه الدعائم الراسخة للمجتمع البشري في عصره. فحينما سيطرت الحروب على حياتنا كان "تولستوي" يرفض الحرب ويدعو إلى السلام، وفي عصرٍ شهد الانصياع التام لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، رفض الانسياق لها. كان "تولستوي" متسامحًا مع الإسلام ورسوله، وفنَّد الأناجيل وجمع صحيحها (كما رآه)، الأمر الذي دفع الكنيسة إلى إصدار قرار بالحرمان الكنسي ضده، كما رفض الفلسفة الشيوعية التي انتشرت بين المثقفين الروس، ودعا إلى المساواة على طريقته مبدأً وممارسةً؛ فقد ترك أسرته الثرية وعاش مع المزارعين البسطاء. أدهش علماء أوروبا بفلسفته الصائبة وأفكاره الثاقبة فاعترفوا له بسمو المدارك، وأقروا بأنه من أشهر فلاسفة العالم، وأقبلوا على مطالعة كتبه وتعريبها إلى لغاتهم، وراجت مؤلفاته رواجًا غريبًا. وينقسم الكتاب إلي عدة أقسام ، منها أجزاء ملخصة من سيرته، بعض أراؤه الدينية المثيرة للجدل وبعض رسائله إلى الكنيسة؛ توضيحاً لآراءه ومنهجه الفلسفي ونفحات من قوة أسلوبه الأدبي.