انقطعت شبكة الرياض

انقطعت شبكة الرياض بقلم غادة المرزوقى ... ماذا لو رفعنا أعيننا قليلاً عن شاشات الهواتف، هل سنرى جمال الابتسامة الحقيقية لمن يحدثنا، هل سيلحظ الزوج انتظار زوجته لكلمة اطراء أو شكر. هل ستلحظ الزوجة ملامح التعب في وجه زوجها. ماذا لو نزع الأبناء السماعات قليلاً من آذانهم، هل سيسمعون اللهفة في صوت أمهاتهم لإجراء حديث معهم يتجاوز الخمس دقائق من وقتهم، ماذا لو انقطعت خدمة الانترنت هل سنعود لممارسة الألعاب الجماعية، أو نجتمع لمتابعة مسلسل السهرة ونتبادل النكات والحديث؟ هل سنبوح بأسرارنا لبعضنا بدل البوح لصديق افتراضي. هل ستعود للصور قيمتها فلا نعرضها لحصد اللايكات وإنما لمن نود حقاً أن نشاركه أثمن لحظاتنا؟ هل سنسافر لنعيد شحن أرواحنا لا لملء ذاكرة هواتفنا بالمزيد من الصور؟ هل سنعيش الحياة التي نريدها حقاً لا التي تفرضها علينا "ترندات" مواقع التواصل الاجتماعي؟ ماذا لو انقطعت شبكة الرياض؟ ما الذي قد يحدث في منزل سعودي نموذجي تجمدت فيه الأجساد على الرغم من قربها وأصابع اليدين بقيت تتحرك وتلهو على أسطح الشاشات...وحدها؟