النهضة المعلقة
النهضة المعلقة بقلم محمد نور الدين أفاية ... الكتاب يتحدث عن العديد من التحولات في الفكر والتاريخ ويبين أن مفاهيم المعرفة والحداثة والنهضة في حاجة مستمرة إلى مراجعة وإلى إعادة تحديد، حسب السياقات والتجارب؛ كما هي في حاجة إلى الاجتهاد لإزاحة بعض الأبعاد الرومانسية و”السحرية” التي كثيرا ما تحضر، بأشكال مختلفة، عند التوق إلى مشروع نهضوي، أو إلى مجتمع يتطلع إلى الصعود. ويرى الكاتب أنه إذا كانت النهضة هي الوعي بالتأخر والدعوة إلى تخطيه، فإن الإصلاح هو بالوعي بالاختلالات التي تعتري مجتمعا من المجتمعات، وبالفساد الذي يستشري فيه، والعمل على تجاوزه، خصوصا أن النهضة أو الإصلاح يستلزم توافر مشروع ونزعة إرادية تعمل على خلخلة أوضاع تاريخية قصد إحداث التغييرات المطلوبة. يتناول الكتاب، في أكثر من فصل، على أن فعل التفكير في النهضة أقرب إلى الانخراط العملي منه إلى الاعتبار المعرفي المحض، مهما كانت الأهمية التأسيسية لهذا الاعتبار. وهذا هو الهمّ الناظم لفصول كتاب “النهضة المعلقة”، الذي يلاحظ صاحبه أن الفكر العربي لم يكف عن المطالبة، طيلة القرن العشرين، بنقد النماذج التكرارية التي تعيد إنتاج الماضي، والدعوة إلى بيئة حاضنة للإبداع؛ غير أن واقع الأمر يثبت أن مجتمعاتنا تعاني من خصاص كبير على هذا الصعيد، لأن أطر استقبال الحداثة يغلب عليها التقليد، المتمثل في الذهنيات، وفي التشكيلة الاجتماعية، وفي التسلطية، وفي العلاقة بالمرأة، وبفوضى المدينة، وفي النقص الظاهر في الثقافة العصرية، وفي مختلف مظاهر مقاومة تلقّي الجديد.