المتاهة والتمويه في الرواية العربية

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

المتاهة والتمويه في الرواية العربية بقلم سامي سويدان ... يشكل النتاج الروائي العربي بغزارته وتنوعه وابتداعاته، وبالوتيرة المتصاعدة التي عرفها في العقود الثلاثة الأخيرة، ظاهرة لافتة في الميدان الأدبي والثقافي لبلدان عربية يعاني معظمها من تخلف وهزال وترد على أكثر من مستوى اقتصادية واجتماعي وسياسي وفكري... إلا أن ما يكاد يكون استثناء هنا يأتي متفقاً مع ما يقرب أن يكون قاعدة عامة أو قانوناً عاماً سائداً في العالم بمجمله، ويتمثل في ما يعرفه الفن القصصي إجمالاً والرواية تحديداً من تألق وازدهار. بالإمكان اعتبار هذا المظهر من التوافق أو التماثل بين الوضعيين المحلي والعالمي إحدى نتائج العولمة السائدة ومؤشراً دالاً عليها في الوقت نفسه. كما يمكن اعتبار إنجازات الروائيين العرب فيه من أبرز المساهمات العربية في مركب الحضارة الإنسانية المعاصرة. إلا أن هذه الإنجازات لم تحظ في المقابل بما تستحقه من بحث جدي ونقد رصين. فالملاحظ إجمالاً ضحالة الدراسات المتخصصة التي تزخر بها. نادرة هي تلك المقاربات المنهجية للنص الروائي العربي، تلك التي تسعى إلى تبيان ما يشتمل عليه عالمه التخيلي من سحر وغنى، وما يتضمنه بناؤه السردي من طرافة وابتداع، وأسلوبه التعبيري من فرادة وجمال. وقد يصح اختصار أوجه القصور الذي يسم الدراسات الخاصة بالرواية العربية في ثلاثة كبرى وجوهرية. لعل أولها ماثل في تلك القراءة التحريفية للعمل الروائي وما يتصل بها أو يوازيها من تعسف في التأويل وشطط في الأحكام. الوجه الثاني قائم في ذلك المنحى المدرسي الساذج الذي تنخرط فيه بعض المقاربات (للرواية الآخذة أو المأخوذة ببعض المناهج أو الأطروحات البحثية. فهي تنطلق من بعض التصورات أو المصطلحات التي ارتبطت بإنجازات أجنبية لتتعقب الظواهر المؤيدة لها أو المتفقة معها. أما الوجه الثالث فكامن في غياب التعرض لأنماط العلاقة التي ينسجها النص الروائي بين معطيات كل من الحكاية والخطاب. إن التطرق إلى نوعية الراوي أو بؤرة السرد أو وضعية الوصف... في ما يخص هذا الطرف الأخير لا يتضمن بحثاً في مدى تلاؤمها أو تجانسها مع أوضاع الشخصيات وعلاقاتها ووقائع الأحداث ومضاعفاتها وهندسة الأمكنة ومخططاتها... مما يخص الطرف الأول. تنقطع دراسة طرف عن الآخر، أو يكتفي بالإحالة الميكانيكية الجاهزة من أحدهما على الآخر، فتضيع بذلك فرصة تفحص الخصوصية الشعرية للعمل الروائي. في محاولة لتجاوز هذا القصور الرازح والتخلص من ضرائر تبعاته المرهقة، وفي سعي لوضع الأمور في نصابها وتأسيس الدراسة الخاصة بالرواية العربية على المقاربة المنهجية للنص الروائي العربي، طموحاً إلى إدراك بعض من خصوصياتها الفنية والدلالية، يمكن إدراج الأبحاث الواردة في الفصول الثلاثة الآتية في هذا الكتاب. في الفصل الأول "المدينة بين المتاهة والمخاض" دراسة بعض الأوجه الدلالية البارزة في الرواية العربية في اتصالها بطرق السدر المؤيدية لها. يتخذ الجزء الأول منه "متاهات المدن واختلاطات السرد في ثلاثة وجوه لبغداد" إحدى روايات غالب هلسا موضوعاً لتملي النظر في ما تطرحه من تجربة خاصة بمثقف عربي "مناضل" في عاصمة إحدى الدول العربية "التقدمية". لا تظهر المدينة هنا معطى مكانياً جامداً، أو فضاء خارجياً محايداً. إنها تتقدم قبل أي شيء آخر مركزاً أو وسطاً لأنماط متعددة من القمع والإرغام والإرهاب بينة وخفية. إنها ساحة صراعات وميدان نزاعات على أكثر من مستوى تجد الشخصيات نفسها، والمثقف بينها، منخرطة في تياراتها الجارفة، متورطة في معاركها الدائرة ومحكومة بنتائجها ومضاعفاتها المأسوية الرهيبة. إن اتساق نمط السرد المعتمد مع بنية الأوضاع المتحولة في العالم التخيلي هو ما يعطي النص الروائي تماسكه ويشكل القاعدة التي ترسى عليها خصوصيته الإبداعية. وهو إن اتخذ هذه الصيغة الانفصامية في رواية غالب هلسا، فإنه حاضر أيضاً بصيغة أخرى في رواية سهيل إدريس التي تشكل موضوع البحث في الجزء الثاني من الفصل ("بيروت في ريادة التجديد الروائي: "الحب اللاتيني") إلى الرغم من اختلاف الروايتين تخييلاً وتاريخاً. في الفصل الثاني "الأقاويل بين الحقيقة والتمويه" دراسة بعض ظواهر السرد والأخبار في علاقتها بعالم الحكاية والتخييل المبتدع. اتخذ الجزء الأول منه "الحوار في الرواية: الموقع والدور" من رواية يوسف حبشي الأشقر "لا تنبت جذور في السماء" منطلقاً لتعيين الموقع الذي يشغله الحوار والدور الذي يؤديه في الرواية. إلا أن ما يظهر كلاسيكياً في الحوار هنا يقطع مع رواية إدوار الخراط التي تشكل موضوع البحث في الجزء الثاني من هذا الفصل "شبهات النص وطرائفه في "رامة والتنين" شأوا بعيداً في التنويع والابتداع يتخطى حدود المعروف والمألوف في العمل الروائي. أن الالتباس أضحى أحد المكونات الأساسية للشعرية في النص الروائي الحديث، بل إنه يتقدم لدى بعض الروائيين قاعدة تبنى عليها أعمدة هيكل الشعرية الخاصة بأعمالهم المتميزة. جزئه الأول "شعرية الالتباس: مقاربة لأعمال إلياس خوري الروائية" فهي بتعيينها هذه الشعرية في سمات بنيوية أربع "البنية الدلالية الدائرية للعالم المتخيل، والهامشية التي تتصف بها مواقع الشخصيات، والاضطراب والقلق في بؤرة منظور الراوي، وتدخل الأصوات الراوية وإبهامها" تشكل مدخلاً منهجياً بنيوياً لولوج العالم الروائي لإلياس خوري في خصوصية تكوينه وفرادة تأليفه، وارتياد آفاقه الدلالية والفنية. يأتي أخيراً تناول روايات نجيب محفوظ في الجزء الثاني من الفصل ذاته "مدخل إلى قراءة روايات نجيب محفوظ" ليشكل، كما يدل العنوان، مدخلاً منهجياً بنيوياً آخر إلى مجمل أعمال نجيب محفوظ الروائية.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد