التراجيديا السورية
التراجيديا السورية بقلم سلامة كيلة ... فوضى الثورة تتّسع بالتالي، ويبدو الوضع وكأن “الثوار” سيتقاتلون. والأمور تسير نحو “الكفر” بالثورة. وإذا كانت السلطة تفشل في إنهاء الثورة، وتحقيق انتصارات عسكرية، وظهرت مكشوفة عارية بعد مسكها متلبّسة بجرم استخدام الأسلحة الكيماوية، فيبدو أن هناك مَن يريد قلب هزائمها انتصارات. داعش قرّرت السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة، وبدأت حملة لتصفية “الجيش الحر”، والكتائب المسلحة الأخرى، بما في ذلك جبهة النصرة “توأم روحها”. وبات كل الانتباه ينحو نحو كيف يمكن ردّ تغوّلها، ودرء معركتها. البعض يعدّ ممارستها خطأ فقط، والائتلاف يصدر بياناً هزيلاً، وآخرين استفاقوا متأخرين على الخطر الذي زرع بعد إكمال الثورة عامها الأول، والذي كان واضحاً أنه سوف يوصل إلى هذه النتيجة، لسببين، جرى التنبيه منهما منذ البدء، الأول هو أن “منطقها” (كمنطق كل “الجهاديين”) يقوم على “ملء الفراغ” بإقامة “دولة الخلافة” رغماً عن الشعب، وهذا ما يفرض أن تصطدم مع الشعب والقوى الأخرى بالضرورة، وبالتالي يقود إلى جرّ الثورة إلى متاهة تدمّرها. والثاني أنها (ككل “الجهاديين”) مخترقة لأجهزة مخابرات، أولها السلطة ذاتها التي تعاملت مع هذا النمط منذ زمن طويل، وروّضت العديد من عناصره، وزرعت فيه مَن يوجّه بما يخدم سياساتها. وكانت كل المعلومات توصّل إلى أن للسلطة يد في تشكيل “جبهة النصرة”، ومن ثم؛ داعش، كما أشرنا سابقاً