الإقتصاد المغربي
الإقتصاد المغربي بقلم إدريس الكراوي، عبد العزيز النويضي ... لقد حصلت أغلب الدول المسماة اليوم « نامية» على استقلالها منذ أكثر من جيل، وهي فترة كافية لإجراء حصيلة، حصيلة تكشف أن بعض مظاهر النمو قد انتشرت ولكن التنمية لم تتحقق، بل إن التخلف قد ازداد على الصعيد البنيوي. ورغم تكريس الأمم المتحدة جهودا تبدو جبارة لمشكلة التخلف: المؤسسات المتخصصة ومئات المؤتمرات والتجمعات والقرارات، فإن الآمال قد خابت وقد مرت أكثر من عشرين سنة على إنشاء مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (1964)، وفقد تعبير «النظام الاقتصادي العالمي الجديد» الكثير من جاذبيته، ولم تغير مؤتمرات الشمال والجنوب وجه العالم. وقد يبدو من العبث أن نذكر بهذه الحقائق في وقت تتصاعد فيه رياح الليبرالية من جديد، إذ يبدو أننا نسبح ضد التيار- فرغم التحاليل الاقتصادية الرصينة التي يزكيها الواقع التاريخي لازال ينظر إلى التنمية إلى حد كبير على أنها تمويل فقط، في حين أنها أساس أزمة علاقات اجتماعية. وهدفنا في هذا الكتاب ليس تعريف ما يجب أن تكون عليه التنمية كظاهرة بقدر ما هو تحليل مدى حدود الاعتماد على محددات خارجية لبلورة استراتيجية تنموية وطنية، وهذا انطلاقا من حالة المغرب اعتمادا على نموذجي الاستثمارات الأجنبية والفلاحة التصديرية.