لا أحد ينجو من أنا فونتينا
لا أحد ينجو من أنا فونتينا بقلم إيمان جبل ... العالم الأول رغم ضبابيته تخرج لي منه ملامح أعرفها جيدًا. وقف فيه أبي يلوم أمي على خِصلة قضم أظافري التي طورتها مع الوقت لتتحول إلى نتف مقدمة شعري من جذوره، والعالم الثاني كانت أرضيته مقامة على شعري المخلوع وأظافري المقضومة، والذي وقفت فيه عارية أغني "أمي كم أهواها أشتاق لمرآها" لأنها أجبرتني أن أغنيها أمام الضيوف رغم أني لم أكن أريد أن أفعل أبدًا، وقد بكيت وتلعثمت بشدة حتى ثمل الجميع من الضحك. العالم الثالث حوى تابوتًا يحمل جسد ماما المحنط في روحي، الجميع يبكي ويلبسون الأسود إلا أنا، أقف تحت شجرة برتقال وأقرأ كتابًا اشتريته بنفسي في اليوم الذي ماتت فيه. العالم قبل الأخير، شابت فيه أمي وهي تخبرني بأني أصنع طعامًا مقرفًا، وأفسد عليها ظهورها الاجتماعي في كل تجمع للعائلة بسبب كيلوجراماتي الزائدة، ووجهي الأسود القبيح، وشعري غير الأملس. العالم الأخير فردتُ عليه طاولة كطاولة العشاء الأخير، جلس إليها أخي، وزوجي بينما كنت أقطع لهم تفاحًا مثل تفاح غواية يوسف لحريم امرأة فرعون. ولكن لا السكين شقت أحدًا، ولا التفاح كان طعامًا.