وأفصح الصمت

وأفصح الصمت بقلم جوهرة طه ... بنفسٍ شعري فاتن تختار الشاعرة العراقية جوهرة طه أن تجعل الصمت يقوم مقام الكلام المباح، ليشكّل لحظة استثنائية للبوح، بأفكارٍ هي وليدة الواقع بكل فجائعه وتناقضاته. "لهم القولُ.../ مَا رَأَوا أَيْدي سَمَانا/ فأفهَمُوْنا، أَنَّا يَتَامَى/ علينا السَّمْعُ.../ صَدَّقْنَا واسْتَجَبْنا/ وَقَادَنا الضَّياعُ أَفْوَاجا/ نَحْمِلُ قُلُوْباً، والرُّوحُ تُحْيِينا/ ونقصدُ نِفاياتٍ نُريْدُ دَارَا/ سَلاماً على عَالَمٍ قَاسٍ/ يَفْتَحُ لِنقيْضهِ بَابَا". إن الشاعرة بقدر ما تدلّل على فكرتها؛ فهي تدلّل على قصيدتها بما تصوره من واقع يتشكل فيها، ومن اهتمامات هي محصلة لهذا العالم الذي تدور فيه، أي أن الشاعرة تتعامل مع واقع فعليّ وليس مع تجريدات مفارقة لهذا الواقع، "ليت الدُّنْيا تَعُودُ عَرَاء/ تَخْلَع زَيْفَ الإنسان/ تذهبُ حيثُ خَريرِ الماء/ تَتَعَطَّرُ برائحةِ تُرَاب/ تَأُكُلُ خُبْزاً، وتَكْبُرُ صِدْقاً/ كُلَّ صَبَاح/ سَتَأخُذُ مِنْ دَغْلِها تُفَّاح"، إن الشاعرة طه هنا تكشف عن وجه الحياة الحقيقي القائم على الزيف في هذا العصر وتنتقده بأدوات الشِعر، وبهذا المعنى تكون القصيدة ذات دلالةٍ إنسانيةٍ قادرةً على توصيل الرسالة إلى المتلقي عبر.. الوصف الحيّ، واللغة اللَحظة، مذكرة إيانا بنبرة الشعراء العراقيين التي لا تفقد عذوبتها. وفنيتها، في أشد أشكالها تعبيراً وتوهجاً. تضم المجموعة الشعرية «وَأفْصَحَ الصَّمْت»، إحدى وعشرون قصيدة نثرية جاءت تحت العناوين الآتية: "سلامٌ تائه"، "أذكر زمناً"، "انتهى ذاكَ الصخب"، "سَكتَ الحديثُ"، "حسرة إرث"، "كأنها... جَنْة"، "وخضراء أنتِ!"، "سأجني من أرضي"، طفولة يوم"، "ما سِرُّ قلبي"، "ليتكَ أنصفت"، "موعود بالنعيم"، (...) وقصائد أخرى.