نوافذ على العالم

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

نوافذ على العالم بقلم ماتيو بيريكولي ... إنقضتْ عشرُ سنواتٍ على اليوم الذي توقّفتُ فيه أمام نافذةِ الجانب الغربي العلويّ ولحظتُ شيئاً ما. وأحسستُ بشيءٍ ما: إلحاحاً على أخذِ المنظرِ معي. كنتُ قد أطللتُ من تلكَ النافذةِ مدّةَ سبعَ سنوات، يوماً بعدَ يوم، مأخوذاً بذلك النسق المتميّز للمباني، وكنّا الآن أنا وزوجتي على وشكِ مغادرةِ شقتنا ذاتِ غرفة النوم الواحدة. من غير إدراكٍ منّي بِهِ، كانَ ذلك المنظَر قد غدا أكثر صوري المتخيّلة ألفةً عن المدينة. لقد أمسى خاصّاً بي. ولَن أراه ثانيةً على الإطلاق. من الصعبِ إعارةُ إنتباهٍ شديد إلى تلكم الأشياء التي هي جزءٌ من روتيننا اليوميّ. "سوفَ تكون موجودةً هنالك غداً". في غالبِ الأحيان، عندما نكونُ على وشكِ فقدانِها أو نكونُ قد فقدناها للتوّ، فإنّنا نُدرِكُ أهمّيتها. لقد بدا لي أمراً غاية في الغرابة أنّي لم أُعِر مزيداً من الإنتباه إلى مَنظري. هذا الإغفال جعلني أتساءَلُ عن الكيفية التي نحيا بها ونُدرِكُ ما هو خارج نوافذِنا. عَن الكيفية التي نحيا بها ونعي فترةً من الزمَن. بالنسبة لي، تُمثّلُ النافذة ومَنظرها "زرّ إعادة تشكيل" للأشكال. إنّها لحظة خاطفة، مثلَ طرفةِ عين، حينَ أجيز لدماغي وأفكاري بالإنقطاعِ أمامَ الخلاءِ الصامتِ والهائم، عبرَ الزجاج، من دونِ إلزامٍ بتحليل وإيفاء، إذا جازَ التعبير، التقارير إلى ذاتيَ الواعيّة. عينايّ تُحدّقانِ فحسب، دونَ أنْ تَرَيا، في المنظرِ الطبيعيّ الذي تتركُ ألفتُه ما دون الواعيّة مجالاً لشيءٍ من الشرود: أسطحُ المباني المُعتادة، القوالبُ المعروفة، المَيدان المُجاور، تلٌ بعيد. أنظرُ ببلادةٍ عبرَ اللوحِ الزُجاجيّ، الذي هو نقطةُ إتصال وإنفصالٍ، على حدٍّ سواء، بيني وبينَ العالَم.

نبذة عن الكاتب

ماتيو بيريكولي ماتيو بيريكولي

كاتب ومؤلف من اهم الاعمال التي صدرت له كتاب ( نوافذ على العالم )

مراجعات كتاب : نوافذ على العالم

لا توجد مراجعات بعد.