نحو دراسة الشخصية المحلية
نحو دراسة الشخصية المحلية بقلم أ.د. عبد الله البريدي ... لو لذنا بالفرار من صرامة اللغة العلمية وتجهمها، وتوسلنا بلغة سردية رطبة مرنة، لقلنا: إن دراسة الشخصية المحلية هي كقراءةٍ في فنجان القدر!. دراسة هذه الشخصية هي بمثابة دعوة أفرادها المحليين إلى التاريخ، شريطة كتابة بطاقة الدعوة بلغة يفهمونها. إن عدم حضور الأبحاث الجادة عن الشخصية المحلية في الأدبيات العلمية لا يعني إطلاقاً غياب الممارسات الاجتماعية - جادِّها وهازلها – المولِّدة لتصورات نمطية سلبية في سياقات متصلة أو منفصلة، كما أن تسترها - بغيابها عن البحث العلمي - لا يحجب ظهور آثارها، إذ قد يُترجَم بعضُها إلى ما هو أبعد من الاتجاهات، فقد نجد في الحياة المعيشة جملة من السلوكيات المتحيزة أو العنصرية تجاه هذه الشخصية المحلية أو تلك، ومن هنا يمكننا التقرير بأن: بحثنا هذا لا يجلب صورة نمطية سلبية من فراغ، ولا يحرك رواكد المشاعر المنطفئة، فقط يعكسها. ولئن كانت الممارسات الاجتماعية المولِّدة للصور النمطية السلبية أخطاء لا يمكن تمريرها أو تبريرها، فإن دراستها ووضعها أمام عين البحث الفاحصة لهو صواب يرتجى نفعه. هذا الكتاب ينهض لإبراز أهم التصورات المختزنة في أذهان الآخر تجاه الشخصية المحلية المبحوثة (الشخصية القصيمية السعودية). أبانت النتائج وجود سمات للشخصية القصيمية، وقد يكون بعضها من النوع الدائم أو المستمر، أو ما يمكننا نعته بـ "السمات الجذمورية لهذه الشخصية المحلية"، ونعني بها بواقي السمات القارَّة في قاع هذه الشخصية بعد قطع زوائدها وإزالة حواشيها، لنصل إلى "الشخصية الجذمورية". تم استخدام منهجية البحثين النوعي والكمي، في قالب تعاقبي تتابعي، يسبق الأولُ فيه الثانيَ زمناً وتنفيذاً، ويعلوه رتبة وموثوقية؛ فيشتغل الثاني على هدي الأول، إذ يشتغل بآلته المسحية بغية تحديد اتجاهات أفراد العينة الكمية (أكثر من 2000 شخص) حيال ما خلص إليه الأول بطابعه الفضولي الأنثربولوجي السوسيولوجي الاستكشافي المفتوح وعينته القصدية المثرية