من أنا ؟ عندما هجموا

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

من أنا ؟ عندما هجموا بقلم حسين الأمير ... من اشتراطات الإبداع أن يكون لكل كاتب أدواته الخاصة وللكاتب "حسين الأمير" ‏خصوصيته الروائية سواء من حيث البناء أم الرؤيا أم عوالم السرد. وتبدأ أولى ملامح هذه ‏الخصوصية بالتركيز على الصورة/البورتريه، بما فيها من جمالية التباس تخلق لدى ‏المتلقي تعطشاً شبيهاً بالسؤال الملغز والمعلَّق، في عتبة العنوان الرئيسية «من أنا؟ عندما ‏هجموا» والذي تؤوّل معه الصورة بالعديد من الإيحاءات دون تجسيدها حرفياً، أو تصويرها ‏مباشرة. فهي تشكيلات خرجت بالفنان "سامي الحسين" عن القافية التقليدية في التصوير ‏إلى اكتشاف شعرية الشكل وتعبيرية الألوان ما يعني عودة الفن التشكيلي للمشاركة في ‏الرواية الحديثة ولنكتشف في نهاية المطاف العلاقة القائمة بين العلاف والعنوان ومضمون ‏الحكاية باعتبارها نموذجاً لرواية الأسئلة، التي تتضمن مواقف الكاتب الخاصة من قضايا ‏عامة إنسانية تنسجم مع تصوره الإبداعي وفلسفته الشاملة تجاه وجود الإنسان ذاته ‏بسؤاله "من أنا؟" وهي فلسفة يفصح عنها في ثنايا عمله الأدبي هذا، والذي يبدو أنه ‏ينهض على معنى جذري تجسده صورة الغلاف وهو انتفاء شروط تحقيق إنسانية الإنسان ‏وتحويله إلى مجرد صورة هلامية شوهتها الحروب وهمجية الأنظمة المستبدة ويفعل ذلك ‏الكاتب من خلال تسليطه الضوء على حياة صحفي عمل في جمعية الشرق الأوسط للأسرى ‏والمفقودين في العراق. يُكلف بالكتابة والنشر عن قصص معاناة ضحايا العمليات الإرهابية؛ ‏فيستحضر أولى صديقين احتوى صندوق ذكرياته على محادثاتهما وصورهما وهما "إحسان" ‏و"مايا"؛ لذلك قرر أن تكون أول رسالة تُنشر عن هذه القصة... ومع كل رسالة يطلع ‏عليها بقصد الكتابة، كان الراوي/الصحفي يتغلغل أكثر في هذه الحياة، حياة "إحسان" ‏و"مايا" اللذان نسجا لهما حياة أخرى، في كوكبهما الذي هربا إليه، من واقع مؤلم واقع ‏نفضهما للأعلى وللأسفل، ليلتقيا في لحظة ما، ليُعبرا عن كل اللحظات في لحظة اللقاء ‏ويعيشيا لحظتهما في عالم سماوي آخر بديل عن هذا العالم الأرضي...‏‎‎من أجواء الرواية نقرأ:‏‎‎‏"من أنا؟‏كثيرٌ ما كان يأتيني هذا السؤال، يزورني على شكل طائر، يحوم حولي، يرسم دائرة فوق ‏رأسي، يجعلني أسيراً عنده، أنقاد إلى بحر سؤاله، ثم أعود إلى أعماقي نحو قلبي؛ منطلقاً ‏منه إلى أخمص قدمي، ثم معاكساً باتجاه رأسي.‏‎‎من أنا؟ ‏عندما يأتيني السؤال، أتكور حول جسدي، باحثاً عن نفسي، متحسساً أوجاعي؛ تلك التي ‏دفنت، وتلك التي لا يمكنها أن تدفن، عن أحلام مبتورة؛ كانت في بداياتها هادئة جميلة، ‏لونها وردي؛ لكن ما إن تنقطع؛ حتى تنقلب إلى لون أحمر مسود، يتحول الجمال إلى ‏بشاعة، والهدوء إلى فزع...".‏

نبذة عن الكاتب

مراجعات كتاب : من أنا ؟ عندما هجموا

لا توجد مراجعات بعد.