ممر المشاة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

ممر المشاة بقلم راهيم حساوي ... حين يخيّم الصمت بيننا، يبدو لي وجهه مثل كلمة على رأس اللسان، ودائماً أخشى أن أشعر بالتفوّق عليه. فالمرء عادةً يشعر بتفوّقه على مَن كان يومه سيّئاً. حتّى تقديم العزاء والمواساة للآخر لا يخلو من بعض الشعور بالتفوّق، لذلك، من حسن إدراك المرء ألّا يشعر بفارق كبير ما بين اليوم الجيّد واليوم السيّئ، وأن يعرف أنّ الحياة تقوم بمهمّتها على أكمل وجه منذ بدايتها، وأن ينظر إلى مهمّتها هذه بأقلّ ما يمكنه من دهشة، كي لا ينكسر العقل به وتتهاوى النفس عليه. وكثيرة هي المواقف التي تجنّبتُ أن أكون سعيداً فيها، كنتُ فقط أتعاطى الأمور كما أتعاطى شرب الماء ما دام متوفراً، ولم يحدث أن تهتُ في الصحراء وحصلت على الماء في الرمق الأخير كي أعرف حقيقة شعوري حينها، لكنّي بالتأكيد سوف أتعاطى الموقف كما هو عليه أثناء حصولي على الماء في الرمق الأخير، ولن أقول إنّها حادثة فريدة إذ أنّها حدثت. الشيء الفريد في هذه الحياة هو أن يتوقّف المرء عن البطولة بدافع الأهمية ما دامت مسألة الخلود ليست من شأنه، فحبّ البطولة يرمي بصاحبه في فشل لا يراه إلّا لحظة شعوره بحجم فقدانه أشياء كانت بمتناول يديه، وتفوق حقيقة قيمتها حقيقة تلك الأشياء التي سعى وراءها لاهثاً بجهد جبّار لا يخلو من نفاق المرء مع نفسه، وأعتقد أنّ الأهمّية الوحيدة للمرء في هذه الحياة تكمن في شعوره العميق ككائن تعرّض للفتك والأذى طوال حياته ومع ذلك بقي على قيد الحياة يشرب الماء أثناء توفّره.

نبذة عن الكاتب

راهيم حساوي راهيم حساوي

راهيم حساوي روائي سوري، (ولد في 1 يناير 1980). صدر أول عمل مسرحي له في عام 2010 بعنوان «السيدة العانس»، وأول عمل روائي في عام 2013 بعنوان «الشاهدات رأسًا على عقب».

له العديد من المسرحيات القصيرة والروايات المنشورة في عدة صحف ومواقع إلكترونية، أولها العمل المسرحي بعنوان «السيدة العانس» المنشورة في الحياة المسرحية عام 2010، وأشهرها رواية «الشاهدات رأسًا على عقب» في عام 2013. حصل حساوي على الجائزة الثالثة لمسابقة الشارقة للتأليف المسرحي للكبار عام 2011 عن مسرحية «الرخام». وجائزة الشيخ زايد للكتّاب عن رواية «الباندا» عام 2017.

أعمال أخرى للكاتب

مراجعات كتاب : ممر المشاة

لا توجد مراجعات بعد.