قواعد جديدة للعبة: إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان

قواعد جديدة للعبة: إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان بقلم دانييل سوبلمان ... كان في انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني محنة حقيقية لحزب الله حيث لم يسبق لهذا التنظيم الشيعي اللبناني أن واجه موقفاً أكثر جدية من هذا منذ تأسيسه في عام 1982، ورافق ذلك الانسحاب عهد جديد في الجانب الأمني والسياسي لإسرائيل، إذ لم يعد بإمكان أحد داخل إسرائيل أو خارجها أن يعتبرها قوة محتلة للجنوب اللبناني. نشأ عن فكرة الانسحاب من الجنوب اللبناني تحفظات شديدة في إسرائيل، وكان هنالك العديد من التوقعات والتنبؤات-المرتبطة بهذا الانسحاب أحادي الجانب من المنطقة الأمنية-التي تعبر عن الخوف في أن تصبح الحدود الإسرائيلية على الجبهة الشمالية أهدافاً لنشاطات الإرهابيين مما يمكن أن يؤدي إلى تدهور الأوضاع على طول الحدود. وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على الانسحاب يتضح لنا بأنه على الرغم من عدم توقف حزب الله عن نشاطاته ضد إسرائيل-إلا أنه يتصرف بطريقة تختلف تماماً عن هذه التنبؤات-ففي الأشهر التي تم فيها التمهيد لغزو العراق كان هنالك تخمينات عن أن حزب الله سوف يستغل حالة عدم الاستقرار ويقوم بعمليات ضد إسرائيل في الشمال، ولكن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عبرت عن شكلها في أن يغتنم التنظيم فرصة الحملة على العراق ليهاجم إسرائيل... وكامن الاستخبارات على حق في ذلك، ففي الواقع حزب الله كان حريصاً للغاية على أن يبقى نشاطه في حده الأدنى خلال أسابيع المعركة في العراق. لم يخف قادة حزب الله معارضتهم للحملة الأمريكية ولنظام صدام حسين ولكنهم حافظوا على صمتهم بشكل شبه كامل.. ولم يعل صوتهم إلا عندنا أعلنوا بأنهم لم يرسلوا أية مساعدات إلى العراق لطرد الغازين، وعندما أعلنوا بأنهم لم يرسلوا أية مساعدات إلى العراق لطرد الغازين، وعندما ذكر من بغداد أن ستة مجاهدين من حزب الله تم اعتقالهم على الحدود السورية-العراقية سارع التنظيم للإعلان عن رفض رسمي.