إيمان

تصول وتجول بينهم، لكن قدمها لم تكن تعافت بعد، كما أن المطر جعل الأرض زلقةً للغاية، كانوا كُثرًا، وكانت كلارا لا ترغبُ النجاة لسببٍ ما، لكنها لم تستسلم، لأنه لم يكن من شيمها أو صفاتها أبدًا لذلك قاتلت وضربت أعناقهم بسيفها إلى الرمق الأخير، ثم وقعت على الأرض، بأنفاسٍ متهدجةٍ، وقلبٍ تتباطأُ نبضاته، وأعينٍ تنظرُ للسماء بتعبٍ وهي تتساءل: هل هذا آخر ما رآه أصدقاؤها؟ ابتسمت وهي تقول: "مغمورةٌ بماء المطر، وحيدةٌ دون شخصٍ يمسكُ بيدها ي لحظاتها الأخيرة، تتألمُ للنفس الأخير، يا لها من نهايةٍ مثاليةٍ لشخصٍ مثلي." وأغمضت عينيها بهدوء، كي يكون آخر ما رأتهُ هو السماء، وآخر ما سمعتهُ هو صوت المطر، وآخر ما قالته هو رثاءٌ لنفسها التي لطالما كانت وحيدةً غريبة بهذه الدنيا.