محمد خليفة

" المرأة لخصت له الاضطرابات المنفعلة بين قلبه وضميره، فلا يحتاج إلى الاصطناع في قوله كعادته، لن يُغطي على نباح القلق وصراخ الكآبة بداخله، فما اتكاله سلفًا على الغش في هيئته إلا لدرءِ ألسنةِ الناس عنه، كان يعزف الألحان الصاخبة المَرِحَة لتُغطي مساحة أوجاعه، كي لا يكون مادة دسمة للنميمة المحلية، وقراءة أقداح الغيب عنه، وينزوي ببقايا روحه المتآكلة في ظلام وحدته، حتى مع الصخب الذي يُحيط به أوقاته؛ ظلَّ وحيدًا؛ نائيًا، ولذلك تفاجأ برأيها فيه، واقتحامها لحدود عزلته المحشوة بالفخاخ"