عبق المحابر

عبق المحابر بقلم مجموعة مؤلفين ... يجتمع في «عبق المحابر» مجموعة من الأدباء السعوديون المعاصرين يقدمون بعضاً من اشتغالاتهم واهتماماتهم الإبداعية والفنية لذلك نقع في الكتاب على مروحة واسعة من الفنون الأدبية الرصينة (الشعر، القصة القصيرة، الخواطر، وغيرها) تعكس حركة الأدب العربي في هذه المنطقة في أسئلتها وهواجسها الفنية خلال العقود الأخيرة من القرن الحادي والعشرين. قدم للمجموعة الكاتب "مسعد الحارثي" بمقدمة يقول فيها: "إننا مجموعة آمنا بحروفنا، وزادتنا الثقة إيماناً، فقررنا نشر هذا العبق من رؤوس جبال السرورات. ها نحن سدر الجنوب الوارف، وأزهار الجنوب المعطاء، والريح التي ستضيف للساحة الأدبية رونقاً جميلاً، ها نحن حضرنا، أقماراً تشق العتم ونقول: الإبداع جنوبي". أما الكاتب "بلال المصري" فكتب تحت عنوان "البوصلة" "من الجنوب إلى كل الجهات، تنطلق الكلمة شعراً، وخواطر، قصة قصيرة، تعبيراً عميقاً وبقوالب مختلفة، حساسية فنية متفاوتة، وتجارب متقاربة حيناً وحين متباعدة، ذلك لأن هذا الكتاب يضم كتاباً من الجنوب من بيئة اجتماعية وجغرافية واحدة إلا أنهم من أجيال مختلفة اجتمعوا تحت مظلة الكلمة والفن بمختلف أشكاله، فتمكنوا من منحنا مساحة كبيرة كأنها واحة من الجنوب الذي له جذور ضاربة بالحضارات القديمة وتاريخ الفن الحديث على السواء. وليس غريباً أن نجد تلك الثورة في خواطر وقصص، مسعد الحارثي التي تحاول كسر التابو على كل محاوره، هي أيضاً لا تخلو من شغف الحب والعاطفة وتلك النفحات الصوفية العميقة التي تذهب بنا إلى أقاصي العلاقة الروحية بين الإنسان ونفسه وبينه وبين الآخر... وأما خواطر الكاتبة بشرى القرني ففيها الكثير من الشعر الذي ينساب على مجموع القصة القصيرة التي تحاكي حال المجتمع بجرأة وعمق. أما القاص حسن المجرشي، فيأخذك إلى عالم آخر بسرد لطيف يسطو على انتباهك بالكامل، ويحشو رأسك بالإيحاء والدلالات التي تقول دون أن تقول. وتشعر وأنت تقرأ الكاتب فاضل الشهراني، أنه يغني بصوت عالي كلمات حب تنبع من صدق المشاعر وصفاء الروح. نصل إلى الكاتب فيصل الشهري الذي كتب خواطره شعراً وتضمنت قصصه الكثير من الخيال والفنتازيا هذا التوأم المشع. لكن الكاتب الشاب محمد اليافعي يكتب بلغة الكبار وقد ضمت كتاباته مجموعة من الخواطر التي تأخذك إلى عالمه الخاص من أبواب متعددة. وختاماً مع الكاتبة الجوهر السلولي، التي تكتب الخاطرة لتدلك على الطريق، كلماتها جادة، تحاكي العقل والمنطق دون أن تهجر أحساسيها ومشاعرها". إنهم كتّاب من الجنوب في قلب كل واحد منهم واحة وقاموس تلك الأرض وعمقها الثقافي والحضاري، وهم من أجيال مختلفة ومواقع جغرافية متباعدة اجتمعوا على الكلمة فكان كتاب "عمق المحابر" هو البوصلة".