عالم بدون اسرائيل

عالم بدون اسرائيل بقلم محمد الباهلي ... رغم السنوات الطويلة التي مرَّت على نشأتها، قبل ما يزيد على سِتِّين عامًا، إلَّا أن حقيقةَ وجودِها على أرض الواقع لم تمنعه من مُتابَعةِ البحث في أسرار نَشْأَةِ هذا الكيان، الذي يُشْبِهُ الوَرَمَ السرَطانِيَّ، الذي زرعه الغربُ في خاصِرَةِ الوطن العربي، منذ أن تَفَتَّحَ وَعْيُهُ على عالَمٍ من الأسئلة حول أسباب تَغَوُّلِ هؤلاء الشَّراذِمِ، الذين جُمِعُوا من أَصْقاعِ الأرض؛ لِيُغَيِّروا خارطةَ العالَم العربيِّ الكبير، انطلاقًا من أرض فلسطين المنكوبة، تحت حماية القُوَى العالميَّة الكُبْرَى. هذه الأسئلة التي حاول محمد الباهلي أن يجد لها إجاباتٍ خلال مشوارٍ طويلٍ من المقالات -على مدار أربعة عشر عامًا- لم تكن مجرَّدَ كتاباتٍ انطباعيَّةٍ، إنَّما حملت داخلها محاوَلاتٍ جادَّةً للرَّصْدِ والتَّحليل، وقراءاتٍ رصينةً لمواقِفِ كافَّةِ الأطراف المَعْنِيَّةِ بقضيَّةٍ تاريخيَّةٍ، أَعْيَتْ العالَمَ منذ تَفَجُّرها بإعلان قيام دولة إسرائيل. في هذا الكتاب يحاول محمد الباهلي أن يَضَعَ القارئَ في المَتْنِ، وأن يَسْتَنْطِقَ له الدَّلائِلَ التي تؤكِّد على المؤامَرَةِ الكُبْرَى، كما لا يكتفي بأن يتركه في العراء، مُرَدِّدًا -بِبَبَّغاوِيَّةٍ- نَفْسَ الشِّعاراتِ الطنَّانة التي طالما كرَّتْ على أسماعنا عبر عقودٍ؛ إنَّما يفتح الأُفُقَ أمام سُؤالٍ جَوْهَرِيٍّ: كيف لهذا العالَمِ أن يكون أَكْثَرَ اتِّسَاقًا مع ذاته إذا لم يُصَحِّحْ هذا الخطأَ التاريخيَّ بوجود هذا الكيان؟ "عالَمٌ بدون إسرائيل" -فقط- سَيَمْنَحُ الأرضَ طُمَأْنِينَتَها التي غابت؛ إِذْ -ربَّما، ما زال- بالإمكان إزالةُ الأَثَرِ التَّتَرِيِّ عن وجه ذلك العالَمِ!