ضي البادية

ضي البادية بقلم علياء شعبان ... تجمهر أهل البلدة أمام مدفن عائلة "آل داغر" ما أن اِنطلقت صرخاتها تدوي في المكان، ولكن لا يقو أحدُ على إنقاذها أو إدحاض أوامر شيوخهم، أسئلة لا نهاية لها تدور في عقول الأهالي، ما الذي فعلته لِيَسن شيخ القبيلة هذا القانون الذي كاد أن يختفي منذ عدة سنوات؟ اِرتجف جسدها ولم تتوقف شفتيها عن الارتعاش حتى بدأ جبينها يتصبب عرقًا واِنهمرت الدموع من جانبي عينيها لتجد قبضة شقيقها تشتد على ذراعها يجرها خلفه دون ذرة شفقة تختبئ بين ثنايا قلبه المُتحجر. صرخت بقوة وانهيار، ولكنهما غير عابئين بفزعها من هول ما تمر به، صرخت بصوت مُتهدجٍ وَهِن: -أنا لسه مش مستعدة أقابل ربنا، أنا مظلومة، ارحموني!. لم ينصت لها أحدُ، وما أن وقف بها أمام التُرْبَة حتى دفعها بقوة داخلها، وسط صراخ أمها التي لطمت وِجنتيها بقهرٍ، وبقلة حيلة اِلتقطت الثرى بين راحتيها وظلت تُلقيه على رأسها، أغمضت عينيها بألم وهي تجد البوابة تُغلق بصوت عالٍ على ابنتها التي هي ضحية لأبوين بلا رحمة وبيئة لا ترى الفتاة سوى عارٍ يجب الخلاص منه ليُغشى عليها في الحال.