سجود خالد

5 out of 5 stars

"هل يمكن لقصة حياة شخص عاش منذ خمسة عشر قرنًا أن تغير حياة أشخاص في القرن الواحد والعشرين؟! والأهم أن يحدث ذلك فقط من خلال رسالة؟!" -"بِلال سعيد" ذلك الطفل الذي علم قريبًا بإصابته بالسرطان من نوع "focal brainstem glioma" يشاهد في نفس اليوم ملصق لفيلم يحتوي على اسمه "بلال" ويقوم بإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني لكاتب السيناريو غير متوقعًا لرد. -"أمجد حلواني" شاب أميركي لأب مصري وأم تونسية.. وكاتب سيناريو الفيلم الذي يتلقى الرسالة من "بلال" بعد أن كان على وشك تقديم استقالة من كتابة هذا الفيلم لما شعر في نفسه من نِفاق.. نسيت أخبركم أن "أمجد" ملحد.. لكن أيرفض "أمجد" طلب طفل مريض بالسرطان ربما لن يتثنى له مشاهدة الفيلم حتى!! -يقوم الكاتب بسرد أحداث الرواية تارة على لسان أمجد وعلاقته المرضية بـ "كريستين" ثم تحولاته بعد إكماله لقصة الفيلم. وتارة أخرى على لسان "لاتيشا" والدة "بلال" تحكي معاناتها بعد الانفصال عن "سعيد" وكيف استطاعت أن تكون الأم والأب لوليدها حتى رحلته مع السرطان ونستطيع أن نعيش مشاعر تلك الأم التي تعلم بموعد صغيرها. وأخيرا على لسان "بلال" في صورة رسائل موجهة لأكثر من شخص كـ "والده" الذي لم يره سوى مرة واحدة وكانت تلك "أمنية موته".. رسالة لـ "الله" الذي قد عرفه مؤخرًا متأثرًا بقصة "بلال بن رباح".. وعدة رسائل أخرى كـ "أمه" و "أمجد" و "چون" و "أميّة" مختتمًا بـ "بلال الحبشي". -قام الكاتب أيضًا بسرد قصة "بلال الحبشي" على لسانه شخصيًا وحياته من الرق إلى الحرية.. -تلك أول تجربة لي مع الكاتب وأظنني استمتعت كثيرًا بتلك القصة الحزينة.. استطعت فيها أن أتخيل مشاعر "بلال"، "لاتيشا"، "أمجد"، وحتى "بلال الحبشي".. أظن أنني كنت أفكر مثلهم وأعيش صراعاتهم الداخلية..أعجبني أسلوب الكاتب الممتع والخالِ من الرتابة. كانت تجربة رائعة جدا ومؤكد أنني سأقوم بتكرارها.