سراب المثنى

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

سراب المثنى بقلم شوقي بزيع ... "الآن تقترب القصيدة من نهايتها وتشتبه الظلال على المساء. الآن يبدأ ذلك الألق المراوغ للحقيقة عدّه العكسي، للآلام ما يكفي من الشبهات، والشرفات أضيق من حلول الذكريات على الشتاء، لا أرض تُرجع هذه الفوضى على أعقابها، لأشم كامرأة على قبر قميص لهاثك الملقى على جزع السرير، ولا تمائم كي أروّض بالكلام الصرف أحصنة الدماء، لا شيء يوقفني على قَدَمَيْ رحيلك، أو يحالفني مع الضجر الملبّد بالخسارة في فناء البيت، محض يدين فارغتين في أبدية ثكلى يداي، وإذ تداهمني عواصف نأيك الهوجاء، تنشب حيرتي أظفارها كالقطة العمياء في الغبش المرائي، كم أنت أجمل من الحنين إليك، كم ذكرى النساء أشدُّ سحراً في حساب العاشقين من النساء! كم أنت بالغة الخفاء، كأنما تتجاوزين هشاشة الأجسام كي تتصالحي مع رغبة الفانين في ترميم ما خسروه من حلم البقاء. الآن تقترب القصيدة من نهايتها، تضيء يمامتا ذكراك في غبش الظهيرة كالنجوم المستعادة من صراخ الليل، والنسيان يرفع ذلك الاسم الخماسي المبالغ في تهدجه على خشب الشحوب. لا بد من هذا الفراق إذن، لأدرك أنني أعمى بدونك، إنني النصف الضرير من التماعك في الحصى الغافي وحصة حاجبيك من إنحناء الشمس في قوس الغروب. لو كانت الأحلام أصدق من حنين الحالمين، لو القصائد لا تخون مؤلفيها حين ينقلب الغناء على المغني، لاختلطتُ على أنينك في فم القيعان كالوتر الكذوب. صفراء ريحك في يباس الفقد، أصفر ذلك الخَفَرُ المغطًّى بالبثور على ملامحك المطلة من غبار الأمس، أيتها الشبيهة بانبلاج يدٍ ملوّحةٍ على غرق الكتابة، والتظاهرة الأخيرة للوداعة في تفتحها على الآلام كيف أجيد تهجئة الروائح دون عطرك؟" في تهويماته عشق وغناء، وفراق وبكاء، ودموعُ كلمات تنساح على خد ورقات تعبث بها خيالات شاعر، تجمعها، عبارات، تنثرها معاني، تتسرب في عتمة الظل إلى حيث للمشاعر لا انتهاء.

نبذة عن الكاتب

شوقي بزيع شوقي بزيع

شاعر لبناني معاصر ولد في الجنوب اللبناني، في العام 1951 ميلادي في زبقين من قضاء صور. أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية, والثانوية في صور. حصل على شهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها من كلية التربية الجامعة اللبنانية 1973. حائز على دبلوم في اللغة الفرنسية وآدابها. كتب الشعر بالعامية والفصحى ولكنه برع أكثر بالفصحى. امتازت قصائده بتوظيف التراث الإسلامي والمسيحي بنفحة من التصوف. امتزجت في شعره المعاني الشفيفة والغنائية العذبة والشاعرية والعشق. شارك بالعديد من المهراجانات الشعرية في جرش وقرطاج واللاذقية وفرنسا ومصر وغيرها.

أعمال أخرى للكاتب

اقتباسات كتاب : سراب المثنى

لا توجد اقتباسات بعد.