ساقطة هذا الزمان

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

ساقطة هذا الزمان بقلم نورة عبد العزيز ... في روايتها "ساقطة هذا الزمان" تقتحم الروائية نورة عبد العزيز واحد من أضلاع الثالوث ‏المحرمفي المجتمع العربي والإسلامي وهو (البغاء) فتسلط الضوء على هذه الظاهرة عبر ‏تنويع مختلف للاغتراب الجسدي والوجداني، تُجسده أنثى مختلفة، متمردة، تتعرض لتجارب ‏قاسية في تعاملها مع النماذج الذكورية التي ابتدات معها كما العادة بالاغتصاب الجسدي ‏الصادم وانتهت بالخسران.‏‎‎تعالج الروائية نورة عبد العزيز هذه الظاهرة من خلال حكاية "شجن" فترصد حياتها منذ ‏الطفولة حتى تدهورها إلى مستنقع الرذيلة. وتكشف من خلال هذه الحكاية مسؤولية الأسرة ‏والمجتمع والمؤسسات المختصة في مكافحة الأسباب الآيلة إلى ممارسة البغاء واجتراح ‏المخرج المناسب؛ في ظل مجتمع ذكوري غير قادر على إدراك ما معنى أن يكون الكائن ‏الإنساني امرأة.‏‎‎في تظهير الحكاية، سعت الروائية لانتاج شخصيات روائية حيّة قريبة من الواقع، ربما ‏بغية التعبير عن مأساوية متحققة تجاه بنات جنسها، فشجن التي عاشت أسعد أيام ‏طفولتها في المدرسة كطالبة متفوقة، وفي البيت الإبنة المدللة لأبيها حارس المدرسة، لم ‏تمهلها الظروف لتعيش حياة طبيعية كمثيلاتها من الأطفال، فقد جاء ذلك اليوم الذي فقدت ‏فيه أباها صغيرة. فلم تكن تتصوّر أن يموت والدها مقتولاً؟ عند هذه الواقعة غادرت شجن ‏المدرسة وانتقلت مع أمها للعيش في حيّ آخروعندما كبرت الفتاة أجبرت الأم ابنتها على ‏ممارسة البغاء "وفجأة ظهر رجلٌ غريب ودخل الغرفة وخرجت الأم وأقفلت باب الغرفة ‏بالمفتاح، متجاهلةً صرخات الاستغاثة من ابنتها الوحيدة. وبعد مُضي دقائق تضاءلت ‏الصرخات حتى اختفت وطرق الرجل الباب مُنبّئاً عن انتهاء مهمّته، ففتحت الأم له الباب ‏وخرج". ومن هذه النقطة تبدأ حياة شجن في طريق آخر بعدما صُدمت بوالدتها التي قالت ‏لها: "صدّقيني يا ابنتي لن ينفعك أحد، لن ينفعك ويسعدك ويحقق أمانيك سوى المال، ‏فالمال قوةٌ وسُلطة"، وفي نهاية الأمر استسلمت الفتاة الضعيفة لرغبات أمها، وتشربت ‏صنعة الدعارة حتى أصبحت رائدة فيها تستقطب فتيات أخريات للمهنة من عدد من الدول ‏العربية، ولكل واحدة منهن حكايتها المؤلمة فهن بالتأكيد ضحايا. وجدن في العمل مع ‏شجن الحلّ المناسب لظروفهم البائسة بعدما فقدن الثقة بأنفسهن وبالرجال من حولهم. ‏وهكذا استمرت شجن في طريقها الذي اختارته رغماً عنها يدعمها رجال المال والسلطة ‏الذين وجدوا عندها وباقي الفتيات غايتهم..‏‎‎ولكن، وعلى الرغم من كل القسوة التي بدت عليها شجن التي مارست الرذيلة وتاجرت بها، ‏وتعمدت الانتقام لنفسها والقتل! استمر في داخلها ذلك النداء الذي يدعوها لكي تتوب في ‏كل مرة .. ولكن القدر لم يمهلها إذ تجرعت السمّ عينه الذي سقته لغيرها..‏‎‎تقول الروائية نورة عبد العزيز عن روايتها هذه: "في هذه الحياة قد يُجبرَّ البعض على ‏سلوك طريق ما، طريق مشبوه يعبرونه رغماً عنهم، لا عن قناعة منهم أنه الأفضل، بل ‏لأنهم لم يجدوا أمامهم سوى هذا الطريق المظلم فيستغلَّ الشيطان ضعف إيمانهم وقلّة ‏حيلتهم؛ ليدفعهم ويُسقطهم من أعلى منحدر لا تتضح نهايته. فإن توفرت لك ظروف ‏أفضل من ظروفهم: من وفرة مال. واستقرار عائلي، وتربية صالحة، ووطن آمن، وجسم ‏سليم، وتعليم مجاني، واطمئنان نفسي.. فلا تعتقد أنك أفضل منهم فلو توفرت لهم ظروفك ‏نفسها، لربما أصبحوا أفضل منك بكثير.‏

نبذة عن الكاتب

اقتباسات كتاب : ساقطة هذا الزمان

لا توجد اقتباسات بعد.