أحمد لطفي

5 out of 5 stars

كُنا عشرة، نجتمع كل خميسٍ فنشرب ونضحك ونلعب، كأن الحياة أبد، وكأن الشراب نفد، وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد. حياةٌ ما بين الجد والضحك نحياها بالطول والعرض حتى افترق أولنا، سافر بعيدًا في بلدٍ خليجي، وافترق ثانينا، أرسلته شركته لمصنع الصعيد. ومات ثالثنا بمرضٍ خبيث لم يعطه وقتًا للشكوى، ودار رابعنا على المستشفيات مع أمه، وتزوج خامسنا. وتاه باقينا في دروب الدنيا. افترقنا من أجل ألف حكاية وحكاية، من حكايات جيلنا الجديدة. وأقصد بجيلي هنا بالتحديد، نهايات جيل Y أو جيل السؤال. ووجدت نفسي -في عملي الذي يقع وسط الصحراء بعيدًا عن بيتي قرابة الألف كيلو- أخط هذا الكتاب، وأشرع في جمع حكاياته من أبطالها الحقيقيين وعلى لسانهم. بالطبع لم أكتف بأصدقائي، ففي رحلتي من الشمال للجنوب، قابلت حكايات وددت ألّا تحدث. وحكايات أخرى فيها ضحكٌ مجروح. حاولت الموازنة بين هذا وذاك، وبالطبع استأذنت أصحابها في التدوين، بل واطلعوا على قصصهم في شكلها النهائي. لم يوافق ثلاثة منهم على النشر فحذفت نصوصهم بعد شكرهم. ووافق الأغلبية بعدما غيرت أسماءهم ومحوت بعض معالم المكان. ستجدني في بعض النصوص أصرّح بالمدينة وبعضها أكتفي بكلمة "المدينة" أو "القرية". في النهاية، لا أزعم أن هذا الكتاب معبرًا عن كل جيلي، بل هو "بعض" أو كما كان اسم الكتاب الأول "بعض شهادات جيل السؤال".