حارس ذكريات

حارس ذكريات بقلم عبد السلام اليمني ... ما الذي تُفكّر فيه يا سالم ؟ أغدق عليك حارس ذكرياتٍ من غذاء روحك، كان وفيًا يوم عَزّ الوفاء، وطريًا في زمن تصلّب شرايين قسوة صناعة المعروف. عِطر الصور طبيعي الرائحة والمزاج، لم يمسّه غشّاشون ولا دجّالون، مستسلمٌ بين يديك، تواضعٌ جمٌ، وابتساماتٌ صادقة الوعد والفضيلة. ستجدني يا سالم على العهد باقٍ، متمثلًا سيرة آبائك وأجدادك، وصحبةً طاهرة النية والمقصد. كُلَّمَا تقدّم العمر بالإنسان،ازداد اشتياقه لماضيه، يستمدُّ قوةً وثقةً، ويستلهم من أحداثه وحكاياته العبر وطمأنينة النفس، الشيء الوحيد الذي يهزمه، محاجر عيونٍ سريعة ذوبان الدموع مع مواقف حزنٍ وفرح.الدموع كتاب شيوخ العمر، لو أحسن من حولهم قراءة مواقف معانيها وفهم مقاصدها. وأنت تطوي صفحات حارس ذكرياتك، وتُعيده لمنصة شرف الحراسة، الليل أرخى سدوله وأنت جامد بين ذكريات حفرت في الأعماق وطنك الصغير.