تاريخ الأميركيين ذوي أصول عربية

تاريخ الأميركيين ذوي أصول عربية بقلم غريغوري أورفلي ... يعرض كتاب غريغوري أورفلي الحاسم لقرن ونصف من حياة المهاجرين العرب والمتحدرين منهم في الولايات المتحدة الأميركية. ولتحقيق كتاب "تاريخ الأميركيين ذوي أصول عربية" أنجز أورفلي أكثر من 150 مقابلة عبر 25 سنة من الأبحاث لرواية القصة التي بدأت في العام 1856، عندما وظّف الرئيس الأميركي جفرسون دافيز راعي الإبل الحاج علي (هاي جولي) لاجتراح "معبر للجمال" عبر منطقة الجنوب الغربي الأميركي، وتستمر حتى العام 2005 عندما تمّ اعتقال طالب متفوق سابق في ثانوية فيرجينيا كان الخطيب في حفل تخرج دفعته، بتهمة التآمر مع القاعدة. فالعربي الذي كان ينظر إليه كإنسان وجود وخيّر، أصبح بنظر المجتمع الأميركي حاقداً وشريراً. ولكن الكتاب يحاول تصحيح هذه الحالة عبر هجومه على الجهل الأميركي المهيمن بشكل إعلامي وتحذيري. يعتبر كتاب "تاريخ الأميركيين ذوي أصول عربية" عصارة عمل على مدى حياة المؤلف، وهو يشكل علامة مضيئة في تاريخ أن تكون أميركياً. كما أنه يُسطّرُ تاريخ جالية مقموعة، ثقافياً، وتاريخياً، وفكرياً، وسياسياً في أميركا. كتاب "تاريخ الأميركيين ذوي أصول عربية" يسد فراغاً كبيراً في أنسب الأوقات. فمع انتشار القوات الأميركية عبر العالمين العربي والإسلامي، يشكل كتاب أورفلي منارة مضيئة في نفق مظلم عارضاً حقائق وليس قوالب نمطية، أشخاصاً وليس ظلالاً، مظهراً عالم تجربته الأميركية النابضة بالحياة. عبر دفتي هذا الكتاب يجسد الكاتب حب المؤرخ لسرد أدق التفاصيل، وأّذن الشاعر، وإحساس الراوي، كما أن تأثير محتواه التراكمي يبدو متناغماً وهو يأتينا في أنسب الأوقات.