الوهابية في المغرب
الوهابية في المغرب بقلم منتصر حمادة ... بَدَهي، أن صعود التيار السلفي الوهابي في الساحة المغربية، يندرج في سياق صعود أسهم التيار في المجال التداولي الإسلامي منذ عقود مضت، وليس فقط منذ اعتداءات نيويورك وواشنطن، ولا بالأحرى، منذ مطلع العام 2011، مع تبعات ما اصطُلح عليه إعلاميا بزمن "الربيع العربي"، ولو أنه يصح وصفه بـ"الربيع الإسلامي الحركي"، أو "الربيع السلفي الوهابي"، كما اتضح جليا في حالات مصر وليبيا وتونس، وبدرجة أقل في المغرب. هذا العمل مُساهمة نظرية وتطبيقية في تسليط الأضواء على مقدمات وتبعات صعود نجم "السلفية الوهابية" في المنطقة العربية، من خلال الاشتغال تحديدا على المجال التداولي المغربي؛ بعد أن أصبح التعامل النظري والتطبيقي مع التيار أقرب إلى الاقتراب من "فوبيا السلفية"، دفعت بالبعض لترويج خطاب الشيطنة والتدنيس مقابل ترويج البعض الآخر لخطاب التقديس والتبجيل؛ وواضح أن كلا الخطابين لا يؤسسان لرؤية نقدية تُساعد المتلقي على قراءة الظاهرة، بقدر ما يُساهمان في تضليل الرؤى وتمرير المغالطات اللصيقة بنماذج تفسيرية اختزالية.