الوقت العربي - نحو فهم عربي للقرآن الكريم

الوقت العربي - نحو فهم عربي للقرآن الكريم بقلم خالد محمد حمد ... إن (الزمن) بالأساس هو فِعَالُ الرجال وانتصاراتهم على البؤس والحرمان، إنه نضال وكفاح الرجال الثائرين محمولا وموقورا في كواهلهم وعلى اعناقهم، مسجلاً في التاريخ البطولات والأمجاد في سبيل الحرية وكسراً للقيود وتحطيما للأغلال وتخطي للقواعد والقوانين المعيقة والبالية، المبني بسواعدهم، إنه الجهد المبذول في سبيل البناء والإشادة والتحرير، فالزمن الحقيقي ثورة، وثورة مستمرة وكسر للقيود وتحطيم للأغلال وانطلاق غير مقيد وفيه قمة قمم الأخلاق والقيم والمثل والآداب الرفيعة، وليس هنالك ثورة للعبيد السلبيين الخانعين؛ ولا للضالين ولا للمجانين غير الواعين، بل الثورة للأحرار المنطلقين العقلاء والمفكرين البناة، الذين يستطيعون تغيير العالم بإرادتهم ووعيهم وفكرهم، إن تحقيق النصر يكون أولا بإيجاد الفكرة النبيلة والسديدة والإعداد والتوضيب والتهيؤ، وهذا الأمر دائم وليس منقطع، وتهلك وتتلاشى وتخرج خارج الزمان الشعوب التي لا تمارس الإعداد والتهيؤ على الدوام.