الوظيفة الاستشارية والتغيير في المغرب

الوظيفة الاستشارية والتغيير في المغرب بقلم منصف السليمي ... شكل عقد التسعينات حلقة خاصة جدا من تطور المغرب الحديث، ليست فقط لصيقة بالتحولات اﻹيديولوجية والاقتصادية والسياسية العميقة التي شهدها العالم ومن ثم تأثيرها على مجريات أوضاع المغرب، وإنما أعمق من ذلك. إن الدارس ل"مغرب التسعينات "سيلاحظ بداية جملة من المعطيات المميزة لأوضاع ها البلد وللكيفيات التي يدير بها أحواله و يفكر بها في مستقبله ومآلاته، بما تحمله من لحظات تنازع وتأزم وتحول وتوافق وتطور في أبعادها السياسية والفكرية والاقتصادية. إن المجلس الوطني للشباب والمستقبل يشكل تجسيدا تاريخيا و مؤسساتيا لتفاعل المغرب ونخبه وقيادته مع التحولات التي يشهدها المجتمع المغربي في ظل محيط دولي وإقليمي متقلب ومتغير...والمجلس مؤسسة نعمل برئاسة فعلية للعاهل المغربي الملك الحسن الثاني و ب"القرب" منه. وهو ما يمكن أن يقدم نظرة مهمة، ولو بقدر نسبي، عن كيفية اشتغال إحدى أهم المؤسسات فعالية في الواقي السياسي و المجتمعي للمغرب الحديث أي المؤسسة الملكية. ...ويعكس تأسيس المجالس الاستشارية .وطريقة تكوينها ، تحولا في أشكال و أنماط الحكم في المغرب باتجاه إدماج فئت ونخب جديدة وفتح مجال الاتصال والحوار بينها وبين الحكم...ويكتسي مضمون العلاقة الجديدة بين الحكم و النخب السياسية والمدينة طابعا جديدا يقوم على ثقافة سياسية جديدة.