الموت الأخير للممثل

الموت الأخير للممثل بقلم رجاء عالم ... الشخصيات. ممثل شمشون: الشخصية الرئيسية، في الواحدة والعشرين من عمره. زرقاء : امرأة خارجة عن تأثير الزمن. الشخصية الهاربة: شخصية متغيرة، فرت من مؤلفها لتختار زمنها وصفتها. المتفرج: رجل في الثلاثينات، لا يبارحها. سيّد الدمى: رجل قصير في الأربعينات... صاحب مصنع للدمى الخشبية. المراقب معدّ لحوار: مساعدة في الثلاثينات. دليلة: امرأة خشبية، تابعة لسيد الدمى. البائعة: والدة ممثل شمشون. الشيخ: شبح وهمي يظهر لممثل شمشون. تلك هي شخصيات مسرحية "الموت الأخير للممثل" وهي تعطي فكرة عن المحور الأساسي الذي تدور حوله تلك المسرحية. وهي تدور في إطار رمزي ترمي الكاتبة من خلاله نقد المجتمع. حيث يكشف الستار على مصنع للدمى تتحرك في ناحية من نواحيه دمى خشبية مطموسة الملامح تحمل كل واحدة رقماً تسلسلياً، وصور ضخمة لامرأة، زرقاء اليمامة، تحتل كل الجدران. الصور مشوهة ومليئة بالثقوب، وجزء منعزل ينفتح على الجمهور بسور هو امتداد لسور شرفة. وأما المشهد الأخير الذي ينسدل عليه الستار، فيحتله سيد الدمى الذي يشهد سقوطه النهائي. "سيد الدمى: (يكرر)، أغلقوها... (الممثلون في حالة تردد، والبعض في حالة شلل... أعقاب التذاكر تهطل في المسرح والشرفة... ينقض سيد الدمى على لوحة أزرار تظهر على الحائط... يحرك الأزرار مسدراً تبدأ الدمى بالتخبط... تصطدم بالممثلين وتعم الفوضى... تصدر الدمى والممثلون خليطاً متنافراً من النداءات والأوامر... يستمر سيد الدمى في العبث بالأزرار... يخرج المتفرج من القمة لا يلوي على شيء... في نفس اللحظة يهبط ستار أسود يغطي الحائط المفتوح... يقتحم المسرح إلا من الضوء الأزرق في الشرفة... أصوات ارتطامات في العتم... لا يظهر سوى سيد الدمى... يغمض عينيه ويستأنف الطقوس بنفس الفجادة، عليكم اللعنة وجنوني... ليكبلكم صوتي الباقي... الباقي (تبرق الأضواء، أصوات انهيارات، رنين، بخور وصراخ... ينثر سيد الدمى الخيوط المتكدسة من على تمثال زرقاء اليمامة... تشيع في الجو الخيوط الممتزجة بمطر أعقاب التذاكر... يبرق ضوء ساطع في الشرفة ثم يشيع العتم الكلي... يصمت كل شيء فجأة إلا من هطول الشرائط الملونة في كل مكان من المسرح والصالة تكبل الجميع).