الكائن البلاغي ؛ اللغة والعقل والاستطاعة في كتاب التبيان والتبيين

الكائن البلاغي ؛ اللغة والعقل والاستطاعة في كتاب التبيان والتبيين بقلم مصطفى رجوان ... "إنّ الإنسان كائنٌ بلاغيٌّ، يتنفسُ البلاغةَ ولا يستطيعُ مجتَمَعُه القيام والاستمرار دونَها. وحدَها البلاغةُ باستطاعتها تنظيمَ العلاقة بين الأنا والآخر ابتداءً من التواصلِ إلى تدبير الخلافِ. لذا فليست البلاغةُ ترفاً قولياً، وزينةً وبهرجةً؛ إنّها ضرورةٌ وشرطٌ لقيام المجتمع الإنسانيّ واستمراريته وازدهاره. وقدْ حدَّد الجاحِظُ في كتابه "البيان والتبيين" ثلاثَ خصائصَ كبرى للإنسانِ تَجعلُه كائناً بلاغيّاً، هي: المنطق (اللغة) والعقلُ والاستطاعةُ، وتَرجمها بلاغيا إلى الفصاحة والبيان والبلاغة (الخَطَابة) وتحكّمت في بنية الكتاب ورؤيَته. لطالما بدا هذا الكتاب مشتّتاً دونَ نسقٍ، لكنّ التنظيمَ ليسَ مسؤولية الكاتب بل مسؤولية القارئ الذي يُضفي عليه الانسجام ثقةً في مؤلّف بحجم الجاحظ وجِدّاً في القراءة، وهو ما سعى إليه هذا العمل من خلال أدوات تحليلِ الخطاب والبلاغة ومفاهيمها. كما يُوضّحُ مفاهيمَ الكتابِ الأساسَ: الفصاحةُ والبيانُ والبلاغةُ، ويرصد العلاقة البنيوية والمعرفية بينها، ويرصد، كذلك، المفاهيم البلاغية المنتشرةَ في الكتاب ويُعالجها من داخل الفكر الجاحظي"