القراءة النسقية - سلطة البنية ووهم المحايثة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

القراءة النسقية - سلطة البنية ووهم المحايثة بقلم أحمد يوسف ... إن القراءة النسقية مطالبة بتجديد جهاز مفاهيمها وتطوير آلياتها الإجرائية؛ إذ لا ينبغي أن تتكئ على المقولات العامة للسانيات التي يختلف موضوع حقلها عن حقل الدراسات الأدبية، وإن كان لا مانع من أن تحتمي بخلفيتها المعرفية وأطرها المنهجية. فهي أقرب المناهج الى قراءة النص الأدبي من غيرها من المناهج الفلسفية والعلمية الأخرى؛ ذلك لأنها تشترك مع القراءة النسقية في موضوع اللغة، ولكنها تختلف في الإستعمال. لقد بات من الضروري الدعوة الى بلورة مفهوم جديد للنسق المفتوح الذي ندعو إليه، وننتصر إليه؛ لأن تطبيق القراءة النقدية للنسق المغلق أفضى، سواء في المقاربات البنوية أم في المقاربات السيميائية، الى ضرب من الممارسات الصورية في دراسة النصوص الأدبية رافقها جهاز اصطلاحي استعصى حتى على أهل الإختصاص، وصار ينفر منه دارسو الأدب؛ ولهذا كله فنحن من دعاة التراحم بين المناهج السيميائية والتأويلية التي ترتكز على أصول فينومينولوجية ومبادئ لسانية وأسس منطقية طبيعية. أدركت القراءة النسقية أن فكرة الإنغلاق والطرح الصوري التي لازمت نشأة التفكير اللساني المعاصر، وتبنتها البنوية النقدية؛ حيث أفضت بها الى طريق مسدود لا مخرج له. فاحتدم الصراع والنقاش حول صرامة تلك المقولات التي هيمنت على التفكير النسقي في الدراسات اللسانية، فإن هي حققت نتائج باهرة في مجال الدراسة اللغوية لم تستطع أن تحقق النتائج نفسها في الدراسات الأدبية. وقد أوضح هذا البحث المأزق الذي انتهت إليه القراءة النسقية التي اختارت مبدأ المحايثة ضمن منهجها التصوري. فالنص ليس نسقاً مغلقاً؛ وإن كان قُدّ من كيان لغوي فسيظل نسقاً مفتوحاً مليئاً بالفجوات والثغرات. وهذا سرّ جماليته، وأساس أدبيته، بل إن شعرية الغياب وجمالية الفراغ الباني تشكلان قوامه الجوهري. راهنت البنوية الصورية على النسق المغلق فكان رهانها محفوفاً بالمزالق، وقد عاين دو سوسير ذاته هذا الفشل في أثناء دراسته للتصحيفات في الشعر القديم؛ لأن النسق الأدبي لا يتسم بالثبات ولا يعرف الاستقرار إذا قارناه بالنسق اللغوي. فمن خصائصه التحول والقابلية للحركة. فهو دينامي في أساسه؛ ولعل ذلك ما استدركته فيما بعد السيميائيات والتأويلات وجمالية التلقي.

نبذة عن الكاتب

مراجعات كتاب : القراءة النسقية - سلطة البنية ووهم المحايثة

لا توجد مراجعات بعد.